شهدت أسواق الطاقة في أوروبا ارتفاعًا حادًا في أسعار وقود الطائرات، وسط توترات متزايدة بين "إسرائيل" وإيران أثرت تأثيراً كبيراً في أسواق النفط العالمية والمنتجات المكررة، بحسب تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ" يوم 22حزيران/ يونيو 2025م.
وأظهرت البيانات أن سعر وقود الطائرات قفز بنسبة 45% مقارنة بالفترة السابقة، في حين ارتفع هامش سعر الديزل مقارنة بالنفط الخام بنسبة تجاوزت 60%.
ويُعزى هذا الارتفاع الحاد إلى القلق المتزايد بشأن اضطرابات الإمدادات النفطية جراء التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، وتأثير ذلك في مسارات الشحن النفطية الحيوية، خاصة مضيق هرمز وقناة السويس.
أسباب الارتفاع وتداعياته
وفق تقرير "بلومبرغ"، فإن التصعيد العسكري بين "إسرائيل" وإيران، سيما الهجمات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية وعمليات القصف المتبادلة، أدت إلى حالة من عدم الاستقرار في أسواق الطاقة.
وأدى ذلك إلى زيادة المخاوف من تعطل إمدادات النفط، وهذا أثر تأثيراً مباشراً في أسعار جميع أنواع الوقود.
كما يشير التقرير إلى أن تخفيض المخزونات الأوروبية من النفط والمنتجات المكررة، إلى جانب صعوبة التنقل عبر الممرات البحرية الاستراتيجية، ساهم في زيادة الضغوط على الأسعار، ورفع تكاليف الإنتاج والتوزيع.
تأثيرات في قطاعات النقل والاقتصاد
يرى خبراء الاقتصاد في وكالة "بلومبرغ" أن ارتفاع أسعار وقود الطائرات بنسبة 45% سيترجم مباشرة إلى زيادة في تكاليف النقل الجوي.
وسيؤثر هذا الارتفاع في أسعار تذاكر الطيران، خاصة في أوروبا، وهذا قد يؤدي إلى تقليص حجم السفر الجوي وزيادة أسعار الشحن الجوي، التي تؤدي دورًا رئيسيًا في التجارة الدولية.
كما ستتأثر القطاعات المرتبطة بالنقل الجوي، مثل السياحة واللوجستيات، بزيادة التكلفة، وهذا قد يؤثر سلبًا في معدلات النمو الاقتصادي في الدول الأوروبية.
ردود فعل الشركات والحكومات الأوروبية
بحسب تقرير "بلومبرغ"، بدأت شركات الطيران الأوروبية مراجعة جداول رحلاتها وخطط التزود بالوقود، محاولةً التكيف مع ارتفاع التكاليف غير المسبوق.
من جهتها، تعكف الحكومات الأوروبية على دراسة حزمة من الإجراءات لتخفيف العبء على المستهلكين والقطاعات الحيوية، بدعم مالي مؤقت أو تنويع مصادر الوقود.