أكد محافظ مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية، الجمعة، أن سوريا لن تلجأ إلى الاستدانة الخارجية، وذلك بأمر مباشر من الرئيس أحمد الشرع، مشدداً على أن البلاد دخلت مرحلة "استعادة النشاط الكامل" لاقتصادها بعد عقود من العزلة والانهيار.
وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، قال الحصرية: "سوريا، وبأمر من الرئيس الشرع، لن تستدين من صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي، ولن تربط الليرة السورية لا بالدولار ولا باليورو"، مضيفاً أن البلاد تسعى لبناء اقتصاد "قائم على الإنتاج والصادرات لا على الديون أو الفوائد المرتفعة".
وأوضح الحصرية أن سعر صرف الليرة السورية تحسّن بنسبة 30% منذ إسقاط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، لافتاً إلى أن التشوهات الحالية في سعر الصرف ستنتهي خلال أشهر، مع الاتجاه نحو **توحيد السعر الرسمي وسعر السوق.
كما كشف المحافظ عن إطلاق مؤسسة جديدة لضمان الودائع في البنوك السورية، إلى جانب برنامج لتوفير قروض عقارية للسوريين في الخارج، في خطوة تهدف إلى تحفيز الاستثمارات وتحريك السوق العقارية.
وأشار الحصرية إلى أن النظام المصرفي السوري دخل مرحلة جديدة من الانفتاح النقدي، بعد سنوات من العقوبات الدولية التي عطّلت عمليات التحويل والتمويل. وقال إن سوريا استعادت مؤخراً قدرتها على استخدام نظام "سويفت" للمدفوعات الدولية، مشيراً إلى تنفيذ أول تحويل مصرفي دولي مباشر إلى بنك إيطالي في حزيران/يونيو، وهو الأول منذ 13 عاماً.
وتأتي هذه التطورات بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطلع تموز/يوليو، برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، في خطوة وصفها الحصرية بأنها "جبّارة"، رغم تأكيده أن تأثيرها الكامل سيتطلب بعض الوقت.
وكانت سوريا قد شهدت تحوّلاً سياسياً حاسماً في كانون الأول 2024، مع سقوط نظام حزب البعث بعد 61 عاماً من الحكم، بينها 53 سنة تحت سلطة عائلة الأسد. وأعلنت الإدارة الجديدة تعيين أحمد الشرع رئيساً انتقالياً لفترة تمتد إلى خمس سنوات، مع وعود بإعادة بناء الدولة ومؤسساتها على أسس جديدة.
