هاشتاغ
بحث

السويداء على حدود المستحيل.. الإغاثة إما تمر من إسرائيل أو لا تمر أبداً

24/10/2025

السويداء-على-حدود-المستحيل..-الإغاثة-إما-تمر-من-إسرائيل-أو-لا-تمر-أبداً

شارك المقال

A
A

هاشتاغ - ترجمة


شكّلت الأحداث الدامية التي شهدتها محافظة السويداء جنوبي سوريا في تموز/يوليو الماضي اختباراً حاسماً لقدرة الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع، على تجنّب تكرار دوّامات القمع ضد الأقليات، والعنف المتطرّف، والتدخلات الأجنبية التي وسمت تاريخ البلاد، وفق ما جاء في تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم ستراتيجيك تريبيون".


ورغم التوصل إلى اتفاق ثلاثي بين واشنطن ودمشق وعمّان، وبموافقة إسرائيلية ضمنية، لإيجاد تسوية لأزمة السويداء، إلا أن المفاوضات لم تُحرز تقدّماً ملموساً، ولم يتضمّن الاتفاق أي آليات لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة.

أزمة إنسانية خانقة

بعد أكثر من شهرين على وقف إطلاق النار، لا تزال الأوضاع الإنسانية في السويداء تتدهور بشكل حاد. فالسكان يحصلون على ثلث حاجتهم اليومية من الطحين فقط، فيما تراجعت إمدادات المياه إلى 20% من الكمية المطلوبة.


أما الوقود وغاز الطهي فهما شبه معدومين، في حين لا تغطي قوافل الإغاثة سوى جزء بسيط من الاحتياجات اليومية المقدّرة بنحو 160 ألف لتر من الوقود وأربعة آلاف أسطوانة غاز.


كما تبقى الكهرباء غير مستقرة، وتستمر المدارس في إيواء العائلات النازحة، ما يحرم أكثر من عشرة آلاف طفل من التعليم.

الممر الإنساني.. خيارات محدودة

تؤكد الصحيفة أن استمرار الاضطرابات في السويداء يضرّ بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية على حدّ سواء. فإسرائيل، بدعم من مجتمعها الدرزي المؤثّر، ترى في مساعدة دروز سوريا واجباً أخلاقياً واستراتيجياً، بينما تضع إدارة ترامب الحفاظ على وحدة سوريا ضمن أولوياتها.


ويعتقد الطرفان أن فتح ممر إنساني بين إسرائيل والسويداء هو السبيل الأكثر واقعية لتحقيق هذه الأهداف.


وترى الصحيفة أن هناك أربع طرق نظرية لإيصال المساعدات، اثنتان منها غير قابلتين للتطبيق، والثالثة معقّدة لوجستيًا، فيما يبقى الممر عبر إسرائيل الخيار العملي الوحيد.

العقبات أمام إيصال المساعدات

الطريق الأول، الذي تصرّ دمشق على اعتماده، يقضي بمرور جميع المساعدات عبر الوزارات الحكومية. غير أن هذا المسار أثبت فشله، إذ لا تغطي المساعدات الحالية سوى 10% من احتياجات النازحين، في وقت تُتهم فيه الجهات الموالية للنظام بنهب جزء كبير منها.


أما الخيار الثاني، وهو الممر عبر الأردن، فرغم منطقيته الجغرافية، إلا أن عمّان ترفض تسهيل مرور المساعدات خشية إثارة التوتر مع قبائلها البدوية التي تتعاطف مع العشائر التي واجهت "الميليشيات الدرزية" في السويداء.


الخيار الثالث يمر عبر مناطق الإدارة الذاتية الكردية شمال شرقي سوريا، وقد أبدت قوات سوريا الديمقراطية استعدادها للتعاون، لكن نقل الإمدادات من تلك المناطق إلى السويداء يتطلب قطع مسافات طويلة عبر شبكات نقل معقدة، ما يجعل التنفيذ شبه مستحيل.

إسرائيل.. الممر الواقعي

يبقى الخيار الأخير والأكثر واقعية هو الممر عبر إسرائيل، التي نفّذت بالفعل عمليات إسقاط جوي طارئة لكنها لم تكن كافية.


ويقترح التقرير إنشاء ممر إنساني مباشر بين إسرائيل والسويداء، لا تتجاوز مسافته 35 ميلًا ويمر عبر محافظة درعا. ومع إشراف دولي صارم، يمكن لهذا الممر أن يوفّر المساعدات بشكل فعّال ويحدّ من مخاطر الفساد والسرقة.


غير أن نجاح الخطوة يتطلب ضمان المرور الآمن من قبل الحكومة السورية، وليس مجرد موافقة شكلية، وإلا فسيواجه الممر العقبات ذاتها التي تعرقل الجهود الحالية. وقد طلبت واشنطن من دمشق ذلك، لكن الأخيرة رفضت.

واشنطن والضغط على دمشق

تُبرر دمشق موقفها بالخشية من تهريب الأسلحة عبر الممر الإسرائيلي، إلا أن الصحيفة تشير إلى أن "الميليشيات الدرزية" مسلّحة بالفعل، وأن الدافع الحقيقي وراء الرفض هو تجنّب منح الشرعية لأي دور إسرائيلي.


وتوضح أن إسرائيل لن تتولى نقل المساعدات بنفسها، بل ستُسند المهمة إلى منظمات دولية محايدة تتولى التوزيع من نقطة الانطلاق الإسرائيلية.


وترى الصحيفة أن لدى واشنطن الأدوات الكافية لفرض هذا الممر عبر قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا الصادر عام 2019.


وفي أيار/مايو الماضي، علّقت إدارة ترامب بعض العقوبات مؤقتاً لتسريع جهود إعادة الإعمار.


وتوصي الصحيفة بأن يكون تجديد هذا التعليق في تشرين الثاني/نوفمبر مشروطًا بموافقة دمشق على فتح ممر إنساني بإشراف دولي إلى السويداء، مع ربط تخفيف العقوبات بمعايير محددة مثل معدلات تسليم المساعدات، والتحقق من طرف ثالث، وضمان حماية المدنيين. وفي حال عدم الامتثال، ينبغي إلغاء الإعفاء فوراً وإعادة فرض العقوبات.

إشراف دولي وضمانات أمنية

تقترح الصحيفة أن تُنظَّم القوافل عبر الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، مع إجراء عمليات تفتيش عشوائية، واستخدام إيصالات بيومترية لتوثيق التسليم، ونشر أسبوعي للبيانات. كما يمكن إنشاء خط اتصال مباشر بين دمشق وتل أبيب لتفادي أي سوء تقدير قد يؤدي إلى تصعيد الصراع.


وحذّرت الصحيفة من أن ترك السويداء لمصيرها تحت سيطرة دمشق سيؤدي إلى مزيد من النقص والمعاناة والاضطرابات، ما يهدّد استقرار جنوب سوريا ويفتح الباب أمام تنامي التطرف وتوسّع النفوذ الإيراني.


واختتمت بالقول إن دروز سوريا "انتظروا طويلاً بما فيه الكفاية"، داعيةً واشنطن إلى التحرك الحازم وربط تخفيف عقوبات "قانون قيصر" بإنشاء ممر إنساني حقيقي بإشراف دولي، وإجبار دمشق على الاختيار بين السماح بالإغاثة أو مواجهة عزلة جديدة.

التعليقات

الصنف

سوريا

منشور حديثاً

الأكثر قراءة

تابعنا

مقالات ذات صلة

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025