هاشتاغ - متابعة
في ظل حالة متفاقمة من الفلتان الأمني، تشهد سوريا تصاعد خطير في حوادث الخطف التي تستهدف المدنيين، حيث تتباين خلفيات الحوادث بين طلب الفدى المالية، والدوافع الطائفية والانتقامية.
ففي محافظة حمص، شهدت بلدة "الحواش" في "وادي النصارى"، مساء الخميس، محاولة خطف فاشلة استهدفت طبيباً، إذ أقدم ثلاثة مسلحين، أحدهم ملثم، على إطلاق النار في الهواء لترهيب الطبيب أثناء وجوده في البلدة.
وبحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، تمكن الطبيب وائل العابد من الفرار بسيارته وطلب النجدة، ليقوم أهالي "الحواش" بإبلاغ مخفر الشرطة في البلدة.
ووفقاً للمصادر، لاحق المسلحون الطبيب على دراجتين ناريتين حتى وصوله إلى منزله في قرية "عناز"، حيث تدخلت عائلته لمنعهم من تنفيذ عملية الخطف.
وتدخلت دورية من قوى الأمن الداخلي، وتمكنت من إلقاء القبض على اثنين من المسلحين، فيما لاذ الثالث الملثم بالفرار.
ونُقل الموقوفان إلى قيادة شرطة حمص لمتابعة التحقيقات وكشف ملابسات الحادثة وهوية المتورطين والدوافع وراء محاولة الخطف.
وفي محافظة حماة، أقدم مسلحون مجهولون، على اختطاف شاب من أبناء الطائفة العلوية من بلدة "سلحب" بريف حماة الغربي، قبل أن يُعثر عليه مقتولا بعد أيام على اختطافه، ملقى في محيط المنطقة.
وانتشر مقطع مصوّر، اطّلع عليه "هاشتاغ"، على وسائل التواصل الاجتماعي، جرى تداوله، أمس الخميس، عبر "فيسبوك" و"تلغرام" للحظة إعدام الشاب.
ووفقاً لـ "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فقد تم اختطاف الشاب بتاريخ 20 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، حيث أجبر على حفر قبره بيده على يد مسلحين مجهولين قبل أن يُقتل، وقد وثّق مقطع مصوّر لحظة إجباره على حفر القبر.
وأثارت الحادثة جدلاً واسعاً، وزادت حالة الخوف بين المدنيين، خصوصاً أن الضحية، يُعرف بأخلاقه في المنطقة، وليس لديه أي ارتباط بأي جهة عسكرية.
إلى ذلك، كشفت صفحة "أخبار مصياف" على منصة "فيسبوك"، أمس، عن فقدان الاتصال بالشاب "علاء محمود مفلح"، وهو من قرية "اللقبة" بريف حماة وسكان حي "عش الورور" بدمشق، ويعمل ديليفري على دراجته النارية، إذ فقد الاتصال معه منذ مساء الثلاثاء الفائت وكانت آخر مكالمة له من منطقة "عين ترما" بريف دمشق.
ووسط تصاعد ملحوظ في حوادث الخطف في محافظة اللاذقية، اختُطف المواطن صلاح أصلان، أمس، في وضح النهار أمام منزله في "مشروع ياسين" بحي "الأوقاف"، على يد مجموعة مسلحة كانت تستقل سيارة.
ويبلغ المختطف من العمر 70 عاماً، ويُعد من الرجال الأثرياء في المنطقة، ووفقاً للمعلومات، فإن الخاطفين كانوا يراقبونه قبل تنفيذ عملية الاختطاف، حيث اقتادوه إلى جهة مجهولة دون معرفة مصيره حتى اللحظة.
ووثقت الحادثة في شريط مصور، يظهر قيام مجموعة مسلحة باقتياد المختطف بالقوة إلى جهة مجهولة أمام منزله.
كما أفادت مصادر إعلامية محلية في محافظة القنيطرة، أمس، عن إصابة الطفل يعرب الدلي بجروح خلال محاولة اختطافه في بلدة "نبع الصخر" بريف المحافظة، أثناء خروج الطلاب من المدارس.
وكشفت المصادر، أن ثلاثة شبّان يستقلون سيارة رصاصية اللون حاولوا اختطاف الطفل و إدخاله إلى السيارة بالقوة أمام "مدرسة راتب الموسى "، إلا أنّه قاومهم وبدأ بالصراخ، ما دفع الطلاب المتواجدين في المكان للتدخل، حيث تم نقله إلى المشفى بعد إصابته بجروح متفاوتة .
في سياق مشابه، رصد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أول أمس، عملية اختطاف نفذها مسلحون مجهولون بحق صاحب معمل حليب في مدينة "قطينة" بريف حمص، حيث دخل خمسة مسلحين يستقلون سيارتين إلى المنشأة، وأجبروا إحدى العاملات على البقاء داخل غرفتها، قبل أن يختطفوا صاحب المعمل إلى جهة مجهولة.
وبحسب المعلومات، استولى الخاطفون على مبلغ مالي يُقدّر بنحو 70 مليون ليرة سورية من داخل المعمل، وطالبوا بفدية مالية قدرها مليون دولار مقابل إطلاق سراحه، فيما لا يزال مصير صاحب المعمل مجهولاً حتى الآن، وسط استمرار الانفلات الأمني في مناطق ريف حمص.
كذلك رصد المرصد السوري، خلال الأسبوع المنصرم، محاولة اختطاف شاب مسيحي في ريف دمشق، بالإضافة إلى محاولة اختطاف شاب في ريف جبلة انتهت بإصابته بجراح، كذلك اختطاف شاب في محافظة حماة.
ويذكر أن حادثة اختطاف الطفل "محمد حيدر " من أمام مدرسته في اللاذقية في وضح النهار، لاتزال تثير حالة من القلق بين أهالي الطلاب، خاصة أن مصيره لايزال مجهولاً، مع عدم اتخاذ السلطات المعنية أي تدابير فعّالة حتى الآن.
تعد هذه الوقائع استمراراً مقلقاً للفلتان الأمني الذي تشهده البلاد منذ سقوط النظام السوري السابق، وسط دعوة الأهالي ومنظمات حقوقية وإنسانية للجهات الأمنية من أجل تشديد الرقابة وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين واتخاذ إجراءات للحد من هذه الظاهرة التي تُرتكب بعيداً عن المحاسبة والقانون.
