هاشتاغ - متابعة
"في انتظار الفرج" بهذه العبارة البسيطة، ينتظر العاملون والمتقاعدون من أبناء محافظة السويداء، وبشكل شبه يومي، دورهم أمام الصرافات الآلية التابعة للمصارف العاملة بالمحافظة، ومكاتب الصرافة والحوالات، وذلك لاستلام مستحقاتهم المالية بعد انقطاعها منذ 3 أشهر وحتى تاريخه.
ففي مطلع الأسبوع الجاري، أُعلن عن تخصيص أيامه لحجز أدوار وتسليم "جزء" من المستحقات المالية والأجور للعاملين والمتقاعدين من أبناء السويداء، عبر الصرافات الآلية، إلا أن عوامل عدة "وتعد أبسطها" وقفت عائقاً أمام مبلغ "600 ألف ليرة سورية" يسد رمق محتاجينه.
طوابير الرواتب
فـعلى الموظف كان أم المتقاعد أن يذهب باكراً ويأخذ دوراً في زحمة تشبه ساعات الذورة وسط العاصمة، لا سيما أن النسبة الأكبر من أبناء السويداء لم يتسلموا رواتبهم وأن عدداً من المديريات والمؤسسات نفدت أرصدتها بالمحافظة.
شح الخدمات
وبعد تجمع عدد من الأشخاص أمام الصرافات، انقطعت خدمات الإنترنت والاتصالات في جميع أرجاء المحافظة إثر عطل في الكبل الضوئي على المحور درعا _ دير علي، ما تسبب بتوقف عملية التسليم.
مظاهرات منددة
ووثقت وسائل إعلام محلية، صوراً لتجمعات من موظفي بعض المؤسسات المختلفة بالسويداء، يحتجون على انقطاع رواتبهم منذ منتصف تموز/يوليو الفائت، بحسب موقع "الراصد" المحلي.
ونظم عدد من العاملين في نقابة الخدمات الصحية والعيادات الشاملة بمدينة السويداء وقفة احتجاجية، في وقت سابق، استنكاراً لقطع رواتب العاملين بالقطاع الصحي لعدة أشهر متتالية.
وفي نفس السياق، نفذت كوادر مستشفى صلخد الوطني، في الأيام القليلة الماضية، وقفة احتجاجية مماثلة استنكاراً لقطع رواتب العاملين في القطاع الصحي منذ الأشهر الثلاث الماضية.
حجة الحكومة
وبعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظة في تموز/يوليو الماضي، انقطعت توريدات السيولة المالية إلى السويداء بشكل شبه كلي، ولا سيما "بعد الحادثة الأخيرة التي تعرض لها المصرف التجاري في مدينة شهبا بالريف الشمالي للمحافظة لسطو مسلح، بحسب ما ذكرته الوسائل الإعلامية المقربة من السلطة بدمشق، وما دفع الأخيرة لعدم إرسال السيولة المالية لداخل المحافظة"، ولا سيما لأنها خارجة من سلطتها بالمطلق.
وساطة مكاتب الصرافة والتحويل
وتشهد مكاتب الحوالات الداخلية والصرافة بالمدينة، في أيام عديدة، ولا سيما عند اقتراب صرف الرواتب إلكترونياً، ازدحاماً شديداً لمحاولة القبض عن طريقها من حسابهم على "شام كاش" المحبب لدى الحكومة الانتقالية، بالإضافة إلى استلام حوالاتهم من قبل أبنائهم بالمغترب.
وأفاد الموقع بـ"وقوف العشرات من أبناء السويداء يومياً في طوابير طويلة أمام أبواب شركة "الهرم للحوالات" منتظرين استلام حوالاتهم النقدية من قبل أبنائهم وبنتاتهم المغتربين والمغتربات بينما يستلم آخرون رواتبهم في مشهد تتجلى فيه الأزمة المعيشية التي تعصف بالمحافظة في ظل انعدام شبه كامل لفرص العمل".
"هاشتاغ" حاور مديرة مديرية التربية والتعليم في المحافظة، في وقت سابق، والتي كشفت عن نحو 12 ألف معلم ومعلمة لم يتقاضوا رواتبهم منذ الأشهر الثلاث السابقة، وتناول الحديث مع مدير مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي والذي أكد بدوره أن مؤسسته والعاملين فيها في وضع مشابه أيضاً.
وبالعودة إلى تموز الأسود
وتسببت الأحداث بنزوح نحو 190 ألف شخص من منزله في كل من الريفي الشمالي والغربي للمحافظة، بعد تضررهم بشكل كبير لا سيما أن قراهم أحرق بعضها وسرق الآخر، أي منازلهم، مما دفعهم للهروب بأرواحهم فقط، وانقطاع الطرق المؤدية للمحافظة والمواد التموينية والطبية والتجارية، إذ لا زالت المساعدات تتدفق في حين وآخر إلى داخل المدينة، مخلفة احتياجات ضخمة وفي جميع الجوانب والأمور.


