هاشتاغ - عثمان الخلف
تواجه محافظة ديرالزور معضلة هذا العام لجهة التقديرات الإنتاجيّة لموسم القمح الحالي وتدنيها بالتوازي وتدني المساحات المزروعة بالمحصول، والتي لا تكاد تُشكل رقماً يُذكر من مساحات الأراضي الزراعيّة في المحافظة، عدا عن عدم الوضوح في مصير إنتاج منطقة الجزيرة الواقعة تحت سيطرة " قوات سوريّا الديمقراطيّة " وما إذا كانت ستسمح بالتوريد للمراكز الحكوميّة المُخصصة لاستقبال موسم القمح والذي بُدءت عمليات حصاده .
تقديرات مُنخفضة
قدّرت تقارير مديرية الزراعة بدير الزور إنتاج 28 ألف / طن من موسم القمح الحالي استناداً لجولات فنيي دائرة الشؤون الزراعية المختصين، وأشار رئيس دائرة الشؤون الزراعية المهندس عبد الحميد العبد الحميد أن التوقعات تشمل إنتاج حقول فرع مؤسسة إكثار البذار المتعاقد عليها مع المزارعين، وكذلك إنتاج بقية الحقول، المروية عبر الجمعيات الفلاحيّة أو قطاعات الري الحكوميّة، كاشفاً عن مساحات القمح المزروعة لهذا الموسم والبالغة 13660 ألف / هكتار، في انخفاض واضح عن المساحات المزروعة للموسم الفائت والتي تجاوزت 22 ألف / هكتار ، فيما وصلت كميات القمح المُنتجة حينها وجرى توريدها لمراكز تسويق السورية للحبوب أكثر من 47 ألف / طن.
وتأتي تلك التوقعات في ظل انحسار الأمطار وموجة الجفاف لشتاء هذا العام ، فضلا عن التأخير في صرف قيم موسم القطن ، والذي حال دون قدرة الكثير من الفلاحين عن تمويل زراعة القمح، في ظل واقع غلاء مستلزمات إنتاجه.
3 مراكز تسويق
من جانبٍ آخر، أنهى فرع السورية للحبوب استعداداته لاستقبال موسم القمح وتسهيل عمليات التوريد ، وحسب مدير الفرع المهندس عبدالرحمن عواد فإنه جرى تجهيز مركز " الفرات " ضمن مدينة دير الزور وخُصص للقرى المُحيطة بمركز المحافظة ، إضافة لمركز مدينة الميادين، ويجري تجهيز مركز مدينة البوكمال، وأشار عواد إلى أنه لا نقص في احتياجات المحافظة من الدقيق إلى الآن، حيث يصل إنتاجه إلى 80 / طناً تُغطي جزءاً من حاجة المحافظة، وتوجد مطحنتان في محافظة ديرالزور، هي الفرات االحكومية ، ومطحنة السومرية الخاصة ، فيما باقي الكمية تُغطى من المحافظات الأخرى ، ومخزون الدقيق جيد.
قمح الجزيرة
شكّلت أراضي منطقة الجزيرة بديرالزور على مر السنين مصدراً إنتاجياً رئيساً للقمح وبقية المحاصيل كالقطن والذرة الصفراء والشعير ، وسواها من المحاصيل ذات التوصيف الاستراتيجي، وتُعرف أراضيها بخصوبتها العاليّة.
وبحسب مصادر محافظة ديرالزور لايبدو الأمر واضحاً بعد لجهة سماح " قسد " لفلاحي منطقة الجزيرة بتوريد محصولهم للمراكز الحكوميّة ، وإن كان السماح سيكون مُتاحاً فإن معضلة النقل ستكون الأكبر ، فقد يكون الأمر سهلاً بالنسبة لقرى الريف الشمالي وجوارها بالمرور عبر جسر حطلة الترابي، غير أن ذلك سيكون مُكلفاً بالنسبة للفلاحين بالمناطق البعيدة إن قصدوا المرور عبره، أما اللجوء للعبارات النهرية فهو - وفق فلاحين - مُخاطرة كبيرة ، بالأرواح والأنفس، مُشيرين أيضاً إلى أن زراعة القمح منخفضة لهذا الموسم في الجزيرة لجهة المساحات.
وسجلت منطقة الجزيرة أعلى إنتاجية من موسم القمح العام 2019 - 2020 ، وتزامنت مع موسم مطري عال ترافق مع السيول واستمرت الهطولات على مدار أشهر الشتاء.