هاشتاغ
بحث

الجامعات السورية تلفظ طلابها "الدروز" بالخوف والترهيب.. ماذا بعد؟

08/05/2025

مغادرة-الطلبة-الدروز-خوفا-من-القتل-

شارك المقال

A
A


هاشتاغ | خاص


"لم يتمسك بنا أحد، غادرنا خوفاً على حياتنا".. بهذه العبارة، عبّر أحد الطلاب من أبناء محافظة السويداء، عن خذلانهم مما حصل. إجلاء جماعي لغالبية الطلاب من أبناء طائفة الموحدين الدروز من مختلف الجامعات السورية باتجاه السويداء، خوفاً على حياتهم.


ماذا حصل؟


انتشر اليوم مقطع فيديو مسجل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر خروجا جماعيا لطلاب محافظة السويداء من المدينة الجامعية بالعاصمة دمشق، ولاقى الفيديو انتشارا واسعا على مواقع التواصل، وسط حالة من الصدمة بين رواد مواقع التواصل، في مشهد يشبه عمليات النزوح الجماعي التي عايشها السوريون لأكثر من عقد وما زالوا.


تعود جذور القضية إلى أسبوعين، حين شهدت المحافظات السورية حملة تكفير وترهيب لأبناء محافظة السويداء من أبناء الطائفة الدرزية، عقب انتشار تسجيل صوتي يسيء إلى مقام النبي (ص)، والذي اتهم أحد أبناء المحافظة بتسجيله، رغم نفي وزارة الداخلية في الحكومة الانتقالية معرفتها بصاحب الصوت .


وعقب انتشار التسجيل بساعات قليلة، تحولت ساحات المدن الجامعية في المحافظات السورية الكبرى، إلى أماكن لبث سموم الطائفية، وتكبيرات تحلل التعدي على الطلبة الجامعيين "الدروز"، والتي أسفرت عن حادثة اعتداء بالضرب المبرح على أحد الطلبة في مدينة حمص الجامعية، وطعن بالسكاكين لآخر في مدينة حلب الجامعية.


العلم أم الموت؟


على الفور، اتخذ الطلاب "الدروز" قرار خروجهم من المدن الجامعية بالمحافظات، وعودتهم إلى منازلهم، خوفا من تكرار حوادث الاعتداء، إذ شهدت المدينة الجامعية بدمشق حشودا لطلاب هائجين، وسط تكبيرات ومحاولات تحرش واحتكاك بأبناء السويداء، في حين، تدارك أبناء السويداء ما حدث، بالتعميم فيما بينهم على مجموعات خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، بالتقيد بالغرف الجامعية وعدم التجمع او الرد على أي استفزاز كان.


مغادرة قبل فوات الأوان..


يقول كرم (اسم مستعار) وهو طالب جامعي بكلية الإعلام بجامعة دمشق.. "بدأت الحادثة مساء يوم الاثنين الفائت، إذ سمعنا هتافات طائفية وتكبيرات في المدينة الجامعية بالعاصمة دمشق، فحاولنا التعامل مع الموقف من خلال عدم الاحتكاك مع المتجمهرين، عمّمنا على الغرف الجامعية لأبناء السويداء فيما بيننا بعدم الخروج منها، أو التجمع في المدينة لأي سبب كان، لحين خروجنا منها".


الأمن العام يمنع الكارثة..


وأضاف.. "شعرنا بالخوف من حدوث أي اعتداء مشابه لما حدث في المدن الجامعية بحمص وحلب، فتواصلنا مع أقربائنا وقررنا المغادرة، دون أي طلب من أحد، وإنما خوفاً على حياتنا، مع العلم أن مدير المدينة الجامعية بدمشق وقوات الأمن العام، تدخلوا على الفور وطوقوا الحادثة دون حدوث أي تعدي بشكل مباشر علينا"، لكن الثقة بالسلامة والنجاة باتت مثار شك بالنسبة لنا.. فقررنا الخروج جماعيا".


الاكتفاء بالنظر..


وحول الوقوف إلى جانب الطلاب الجامعيين، أكد كرم.. "خلال مغادرتنا لم يخاطبنا أحد برسالة طمأنة بعد ما حدث، فقد اكتفوا بمراقبتنا حين الخروج، ولا أعتقد أنه يمكننا في الوقت الحالي أن نعود إلى المدن الجامعية، لحين استقرار الوضع".


السّكين بدلاً من القلم..


في مدينة حلب الجامعية، تعرض طالب في كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة حلب "أدهم غنّام" لحادثة اعتداء طعناً بالسّكين، من قبل شركائه بالعلم، تسببت بثلاثة جروح متفاوتة الخطورة.


وبحديثه لـ"هاشتاغ" قال "غنّام".. "إن المدينة الجامعية بحلب، شهدت حشداً طائفياً من قبل بعض الطلاب الجامعيين، وسط إطلاق هتافات "حي على ذبح الدروز الخنازير" و"الله أكبر" ، وأثناء عودة البولمانات إلى المدينة الجامعية بسبب انقطاع الطريق باتجاه السويداء، توجهت إلى قسم المخفر بالمدينة حقناً للدماء ولعدم التعرض لأي منا".


"درزي"..


وأضاف "غنّام".. "خلال نزولي إلى مكان التجمع منعاً لأي حادثة اشتباك بين المتجمهرين والطلبة العائدين من أبناء السويداء، توجه أحد الطلبة برفقة 6 شبان آخرين إلي بعبارة "درزي يا" ثم طعنني بالسكين 3 مرات متتالية، تسببت إحداها باختراق الرئة بقدر 3 سنتمتر".


وأكمل "غنّام".. "قبل حادثة الاعتداء توجهنا بشكوى لإدارة الأمن بالسكن الجامعي، استنكاراً للحشد الطائفي المستمر على مدار أيام متتالية، إذ اعتدوا بالشتائم على رموزنا الدينية وعلى القائد العام للثورة السورية الكبرى "سلطان باشا الأطرش" دون أي رد من قبلنا، لنتفاجأ في اليوم التالي الثلاثاء، بحشد طائفي جديد وبمشاركة "بعض" عناصر "الأمن العام".


مواقف متفاوتة..


في حين توجه "غنّام" من خلال "هاشتاغ" بالشكر للمسؤول الأمني بمحافظة حلب، للوقوف إلى جانبهم وضمان نقلهم دون التعدي عليهم وصولاً إلى مدينة جرمانا بريف دمشق عقب الحادثة، والاطمئنان على وضعه الصحي خلال فترة تواجده".


خوف لا مبرر له..


وبالتواصل مع معاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الحكومة الانتقالية "عبد الحميد الخالد" أكد لـ"هاشتاغ".. "أن حادثة إجلاء الطلبة الجامعيين من أبناء السويداء، تمت بملء إرادتهم نتيجة شعورهم بالخوف غير المبرر، فالطالب وذويه هم محميون من قبل الدولة، وهناك تضخيم إعلامي لما حصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما أن الجامعات والمدن الجامعية ترحب بعودتهم متى شاؤوا، وجميع ممتلكاتهم محفوظة".


وأشار "الخالد" إلى أن الوزارة تؤكد أنه لا يوجد أي حالة انتهاك بحق أي طالب جامعي وخاصة من أبناء السويداء، ومدراء المدن الجامعية موجودين لاستقبال جميع الشكاوى أو المشكلات التي تواجه أيّاً منهم".

وعن حادثة طعن طالب جامعي من أبناء السويداء بجامعة حلب بالسكاكين، صرّح "الخالد" عن عدم توفر معلومات دقيقة حول ماهية الحادثة، وأن هناك تواصل فوري(خط ساخن) مع مدراء المدن الجامعية ووزارة الداخلية بالتعامل الفوري مع أي حدث طارئ".


خِيار الاستضافة..


وحول طمأنة الطلبة الجامعيين ومراعاة سنوات دراستهم، أكد "الخالد" أن الوزارة تقدم التسهيلات للطلبة الراغبين بمتابعة الدراسة في محافظتهم ممن لديهم أفرع مماثلة في السويداء كخِيار الاستضافة،" أما من يدرس في الجامعات الأم فنؤكد أنهم بحماية الدولة وهي مسؤولة عنهم".


وأشار "الخالد" إلى أن الوزارة أصدرت وفي ظروف معينة في وقت سابق، قرارات واضحة تنص على اتخاذ التدابير اللازمة ومراعاة حالة الطلبة الجامعيين، ولا يوجد أي حالة حرمان لأي طالب كان بسبب الغياب.

التعليقات

الصنف

أخبار

منشور حديثاً

الأكثر قراءة

تابعنا

مقالات ذات صلة

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025