أصدرت منظمة الأغذية والزراعة (FAO) تحذيراً من أن الجفاف الذي أصاب سوريا في أعقاب نقصٍ حادٍّ في هطول الأمطار الشتوية لهذا العام أدّى إلى انخفاض إنتاج القمح في البلاد للموسم الحالي إلى مستويات خطيرة.
وأوضحت المنظمة في بيان نشرته المديرية العامة للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية في الاتحاد الأوروبي (ECHO) أن "الجفاف الذي أصاب سوريا يعدُّ بالفعل الأسوأ على الإطلاق منذ عام 1989 حيث تشير التوقعات إلى عجزٍ في إنتاج القمح قدره 2.73 مليون طن متري هذا العام - أي ما يعادل الاحتياجات الغذائية السنوية لـنحو 16.25 مليون شخص".
ونبّهت المنظمة إلى أن "أكثر من 14.5 مليون شخص في سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويواجه 5.4 مليون شخص خطر الجوع" محذرة من أنه في ظل غياب المساعدات الغذائية الكافية والوضع الاقتصادي المتردي، "من المتوقع أن يتفاقم انعدام الأمن الغذائي، وقد يصل إلى مستويات غير مسبوقة بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2025 ومنتصف عام 2026."
ودعت المنظمة إلى "تدخلات زراعية استباقية وطارئة عاجلة لإنقاذ الأرواح وسبل العيش في جميع المناطق المتضررة من الجفاف، بما في ذلك تحسين الوصول إلى الري، وتوفير المدخلات الزراعية عالية الجودة في الوقت المناسب، ودعم تغذية الماشية والتطعيم، وإعادة تأهيل البنية التحتية الزراعية".
وأضافت أنه من الضروري أيضاً "تقديم دعم فوري للمزارعين، ليس فقط لمواجهة التحديات الحالية، ولكن أيضاً، والأهم من ذلك، لزيادة الإنتاج إلى أقصى حد في موسم الزراعة القادم 2025-2026".
وكانت الحكومة السورية حددت سعر شراء القمح من المزارعين للموسم الزراعي الحالي بـ 320 دولاراً للطن الواحد من القمح القاسي (الدرجة الأولى)، مع مكافأة تشجيعية قدرها 130 دولاراً للطن، ليصبح المجموع 450 دولاراً للطن، وفقاً لوزارة الاقتصاد.
وفي ظل النقص الحاد في إنتاج القمح خلال المواسم الماضية، بدأت سوريا استيراد القمح بكميات كبيرة من أجل تلبية احتياجات السكان المتزايدة وخصوصاً مع عودة مئات آلاف المهجرين من دول الجوار.