هاشتاغ
بحث

البحث في الثقافة المنسية

17/10/2025

البحث-في-الثقافة-المنسية--هاشتاغ---نضال-الخضري---بات-الحديث-عن-"ضبابية-المشهد"-مسألة-منتهية،-فنحن-نعرف-وبوضح-إلى-أين-نسير،-وندرك-أن-المقارنات-الثقافية-تطرح-أمامنا-مفارقة-خاصة،-فعندما-نحاول-أن-نخلق-هوية-للمستقبل-لا-نجد-سوى-رموز-الماضي،-وما-بين-التناقض-الزمني-الذي-نبنيه-بأنفسنا-يصبح-"الوطن"-صوراً-منسية،-والسياسة-متابعات-في-وسائل-التواصل-الاجتماعي،-فتصور-المستقبل-هو-حالة-مفاجئة،-تظهر-لنا-وتغيب-وكأننا-ننبش-في-التقنيات-عن-مخارج-كي-لا-نتعب-أنفسنا-في-وضع-رؤية-المستقبل.---نعيش-في-لحظة-تخلق-الشكوك-لأننا-لا-نملك-قراءة-واضحة-لظهور-سوريا-على-الخريطة-السياسية،-فكل-الدراسات-هي-عناوين-أكاديمية-وحبيسة-الأدراج-المغلقة،-فكيف-تم-بناء-سوريا-–-الدولة-منذ-مطلع-القرن-الماضي؟-وكيف-رسمت-الحياة-السياسية-صورتها-الذهنية-في-أجيال-الاستقلال-الأولى؟-هذه-الأسئلة-نحتاج-إليها-اليوم-في-"لحظة-الريبة"-من-المستقبل،-وننتظر-أن-نوجد-على-الأقل-أسئلة-تدفع-للبحث-بدلاً-من-الزهو-الفارغ-في-النفس.---ما-يقلق-أن-الحدث-السوري-هو-الأخطر-منذ-حملة-إبراهيم-باشا-على-سوريا،-لأنه-ينبش-كل-العلاقات-الاجتماعية-ويتركها-مكشوفة-أمام-الجميع،-فيظهر-الوطن-وكأنه-تكوين-"أحقاد"-أو-تاريخ-"انتقام"-فقط،-في-وقت-لا-نستطيع-وضع-"عقد-اجتماعي"-يحاكي-على-الأقل-مخاوفنا-من-حالة-الخطر-التي-تحاصر-كل-فرد-فينا،-فكل-رعاية-المنظمات-الدولية-في-الأزمة-انفجرت-أمامنا-بـ"هندسة-الثأر"،-وباتت-المساحات-السوداء-تصطف-وكأنها-قدر-لا-بد-منه.---تصور-سوريا-الدولة-لم-يظهر-بالاتفاقيات-الدولية-إنما-بالتفكير-السياسي،-وهذا-قد-جعل-الحدود-المفروضة-بـ"سايكس-بيكو"-حالة-مؤلمة،-والانتداب-لم-ينهِ-فقط-الصراع-مع-الوجود-الفرنسي؛-بل-خلق-البيئة-التي-أسست-النخب-السياسية-فأتاحت-مقاومة-محمية-على-المستوى-الاجتماعي،-والدولة-التي-هندستها-دولة-الانتداب-قبل-أن-تسلمها-للسوريين-لم-تكن-ممكنة-لولا-قدرة-المجتمع-على-فهم-تنوعه-الاجتماعي-وانسجامه-مع-طبيعة-المؤسسات-الحديثة.---لم-تظهر-سوريا-بخطاب-التجييش-ضد-الآخر،-ولم-تكن-ممكنة-لولا-فهم-جوهر-العقد-الاجتماعي-الذي-أسسته-نخب-عُلقت-مشانقها-في-السادس-من-أيار،-ففي-النهاية-عاشت-الأجيال-على-الرؤية-التي-قدمها-هؤلاء-بجمعياتهم-السورية-ومؤتمرهم-في-باريس-بداية-القرن،-وعندما-تمت-ملاحقتهم-ظهرت-حالة-ثقافية-جديدة-انطلقت-في-الصحافة-والفكر-وحتى-الفنون.--القطيعة-مع-الماضي-التي-نراها-اليوم-لن-تؤدي-سوى-إلى-تفاهمات-سياسية-هشة-على-مستوى-المحيط-السوري،-فنحن-أمام-حالة-من-تكسير-جذور-"البناء-السوري"،-وقراءة-ملفات-الماضي-القريب-باتت-ضرورة-لنستطيع-معرفة-كيف-نعيد-العلاقة-الاجتماعية-لتصبح-وحدة-حياة-وليست-أحقاداً-متناثرة-فوق-ما-تبقى-من-بناء-الدولة.---ليست-هناك-ضبابية-حول-المستقبل-فالخيارات-أصبحت-واضحة،-وكل-منها-سيقودنا-إلى-درب-مختلفة،-وأن-نختار-مساراً-محدداً-يعني-قبل-كل-شيء-مراجعة-التاريخ-السياسي-قبل-أن-نضع-التوجه-نحو-الغد.

شارك المقال

A
A

هاشتاغ - نضال الخضري

 

بات الحديث عن "ضبابية المشهد" مسألة منتهية، فنحن نعرف وبوضح إلى أين نسير، وندرك أن المقارنات الثقافية تطرح أمامنا مفارقة خاصة، فعندما نحاول أن نخلق هوية للمستقبل لا نجد سوى رموز الماضي، وما بين التناقض الزمني الذي نبنيه بأنفسنا يصبح "الوطن" صوراً منسية، والسياسة متابعات في وسائل التواصل الاجتماعي، فتصور المستقبل هو حالة مفاجئة، تظهر لنا وتغيب وكأننا ننبش في التقنيات عن مخارج كي لا نتعب أنفسنا في وضع رؤية المستقبل.

 

 نعيش في لحظة تخلق الشكوك لأننا لا نملك قراءة واضحة لظهور سوريا على الخريطة السياسية، فكل الدراسات هي عناوين أكاديمية وحبيسة الأدراج المغلقة، فكيف تم بناء سوريا – الدولة منذ مطلع القرن الماضي؟ وكيف رسمت الحياة السياسية صورتها الذهنية في أجيال الاستقلال الأولى؟ هذه الأسئلة نحتاج إليها اليوم في "لحظة الريبة" من المستقبل، وننتظر أن نوجد على الأقل أسئلة تدفع للبحث بدلاً من الزهو الفارغ في النفس.

 

 ما يقلق أن الحدث السوري هو الأخطر منذ حملة إبراهيم باشا على سوريا، لأنه ينبش كل العلاقات الاجتماعية ويتركها مكشوفة أمام الجميع، فيظهر الوطن وكأنه تكوين "أحقاد" أو تاريخ "انتقام" فقط، في وقت لا نستطيع وضع "عقد اجتماعي" يحاكي على الأقل مخاوفنا من حالة الخطر التي تحاصر كل فرد فينا، فكل رعاية المنظمات الدولية في الأزمة انفجرت أمامنا بـ"هندسة الثأر"، وباتت المساحات السوداء تصطف وكأنها قدر لا بد منه.

 

 تصور سوريا الدولة لم يظهر بالاتفاقيات الدولية إنما بالتفكير السياسي، وهذا قد جعل الحدود المفروضة بـ"سايكس بيكو" حالة مؤلمة، والانتداب لم ينهِ فقط الصراع مع الوجود الفرنسي؛ بل خلق البيئة التي أسست النخب السياسية فأتاحت مقاومة محمية على المستوى الاجتماعي، والدولة التي هندستها دولة الانتداب قبل أن تسلمها للسوريين لم تكن ممكنة لولا قدرة المجتمع على فهم تنوعه الاجتماعي وانسجامه مع طبيعة المؤسسات الحديثة.

 

 لم تظهر سوريا بخطاب التجييش ضد الآخر، ولم تكن ممكنة لولا فهم جوهر العقد الاجتماعي الذي أسسته نخب عُلقت مشانقها في السادس من أيار، ففي النهاية عاشت الأجيال على الرؤية التي قدمها هؤلاء بجمعياتهم السورية ومؤتمرهم في باريس بداية القرن، وعندما تمت ملاحقتهم ظهرت حالة ثقافية جديدة انطلقت في الصحافة والفكر وحتى الفنون.

 القطيعة مع الماضي التي نراها اليوم لن تؤدي سوى إلى تفاهمات سياسية هشة على مستوى المحيط السوري، فنحن أمام حالة من تكسير جذور "البناء السوري"، وقراءة ملفات الماضي القريب باتت ضرورة لنستطيع معرفة كيف نعيد العلاقة الاجتماعية لتصبح وحدة حياة وليست أحقاداً متناثرة فوق ما تبقى من بناء الدولة.

 

 ليست هناك ضبابية حول المستقبل فالخيارات أصبحت واضحة، وكل منها سيقودنا إلى درب مختلفة، وأن نختار مساراً محدداً يعني قبل كل شيء مراجعة التاريخ السياسي قبل أن نضع التوجه نحو الغد.

التعليقات

الصنف

خطوط حمر

منشور حديثاً

الأكثر قراءة

تابعنا

مقالات ذات صلة

الكلمات المفتاحية

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025