الدوري الإنكليزي الممتاز.. موسم لا كبير فيه

مع تسجيل الخسارة الثالثة لمانشستر سيتي من أصل تسع جولات، يبدو أن غوارديولا يفتقد إلى حماسه المعهود في تحفيز لاعبيه أمام الخصوم. يغيب الجانب النفسي عن مانشستر سيتي، رغم نجاحه في معالجة نقاط الضعف التي عانى منها في المواسم السابقة، مع وجود الحارس الإيطالي دوناروما والتعاقد مع لاعب الوسط الدفاعي المميز تيجاني ريندرز.

لكن مشكلة السيتي ليست في التشكيلة أو في عمق دكة البدلاء؛ فالتفاوت في الأداء والنتائج يعكس انخفاض التوقعات وغياب القائد داخل الميدان، وهو ما يفسّر إلى حدٍّ ما موقع الفريق في المركز السادس برصيد 16 نقطة، متخلفًا عن أرسنال بست نقاط.

أما حامل اللقب ليفربول، الذي بدأ الموسم بثبات في جولاته الثلاث الأولى، فقد بدأت المشكلات تطفو على سطح الأنفيلد.

تراجع مستوى محمد صلاح وماك أليستر، وغياب المزيج الصحيح في خط الهجوم رغم التعاقدات الكبيرة مثل ألكسندر إيساك وإيكيتيكي، أدّيا إلى ضعف الترابط مع خط الوسط وتشتّت أدوار فلوريان فيرتز.

إضافةً إلى إصابة الحارس أليسون بيكر وظهور مامارداشفيلي دون التوقّعات، تبرز أيضًا مشكلات واضحة في مركزي الظهيرين، حيث لم ينجح فريمبونغ في تعويض أرنولد، ولم يُظهر كونور برادلي أو كيركز الإضافة المطلوبة.

كل هذه الأسباب أسفرت عن أربع خسائر متتالية في الدوري، جعلت آرنه سلوت تحت ضغط كبير، فيما يقف اللاعبون أمام تحدي إثبات الذات فرديًا بعيدًا عن الانضباط الجماعي داخل الملعب.

ولا يزال سلوت يبحث عن حلول تساعده على تحويل أزمة الفريق إلى مرحلة مؤقتة، خاصة مع توقف رصيد ليفربول عند 15 نقطة في المركز السابع.

أما أرسنال، فالاستقرار الذي كرّسه أرتيتا بدأ يؤتي ثماره هذا الموسم، بفضل الانضباط التكتيكي العالي واستثمار إمكانات اللاعبين في حدودها القصوى، مع وجه دفاعي أكثر تحكّمًا بالكرة وتفاهمٍ واضح بين عناصره.

ومن المنطقي أن يتصدر أرسنال الترتيب مع استقرار تشكيلته إلى حدٍّ بعيد، في وقتٍ يعاني فيه منافسوه التقليديون — السيتي وليفربول — من تذبذب المستوى، وهو ما يجعل موقعه أكثر مثالية نفسيًا ومعنويًا.

سقوط أرسنال يبدو احتمالًا ضعيفًا في ظل الحالة الراهنة للدوري، حيث فرضت الظروف منافسين غير معتادين مثل بورنموث وسندرلاند، وحتى مانشستر يونايتد يبقى في الصورة.

ومع أن الحديث ما زال مبكرًا، فإن السمة الغالبة على الموسم حتى الآن هي أن الكرات الثابتة كثيرًا ما تحسم نتيجة المباريات.

فإذا واصل أرسنال تفوقه في هذا الجانب، فإن الإثارة ستبقى حاضرة بقوة في الجولات القادمة. فسندرلاند ليس خصمًا سهلًا، ولا بورنموث فريقًا عابرًا، وعودة مانشستر سيتي وليفربول ليست مستحيلة.

هذه كلّها سيناريوهات واردة في البريميرليغ، البطولة التي لا تعترف بالثوابت، حيث يمكن لركلة ركنية أن تحسم مباراة، أو لرميـة تماس أن تصنع هدف الفوز في الثواني الأخيرة.

إنه موسم تتغيّر ملامحه كل أسبوع، لكن الثابت الوحيد فيه أن الإثارة لا تغيب عن الدوري الأقوى في العالم.