زياد شعبو
نعم، منتخب المغرب كان آخر ممثلي العرب في مونديال الشباب "تشيلي 2025"، بعد خروج السعودية ومصر من دور المجموعات.
المغرب إمكانيات ومواهب وارتباط بالجذور في مشروع كروي وطني جامع، يقترب شيئًا فشيئًا من جني ثمار العمل والاجتهاد، هذا حال المغرب مع كرة القدم.
رغم التوقيت الزمني بين أمريكا الجنوبية هناك في سانتياغو عاصمة تشيلي، حيث يجري الحدث، وعالمنا العربي وما يتبعه من صعوبة متابعة مباريات المغرب هناك، إلا أن الخبر الذي يتعلق بمشاركة أشبال الأطلس بعد غياب 20 عامًا عن مونديال الشباب، شغل الإعلام العربي والعالمي بعد تأهله إلى الدور ثمن النهائي من البطولة وتمهيد الطريق للسير قدمًا نحو الحلم.
وجاء تأهل أشبال الأطلس عن المجموعة الثالثة متصدرًا برصيد 6 نقاط من انتصارين وهزيمة واحدة، والبداية كانت من أمام إسبانيا بهدفين دون رد، وفي الجولة الثانية تفوق على البرازيل بهدفين مقابل هدف، قبل أن يتلقى خسارة أمام المكسيك بهدف مقابل لا شيء، لينجح المدرب المحلي محمد وهبي رفقة شبابه في تخطي هذا الدور مع تواجد منتخبات صعبة في هذه الفئة، فنحن نتكلم عن إسبانيا والتكوين والأكاديميات ودقائق اللعب التي يحظى بها اللاعبون الإسبان الشباب، وأيضًا نتحدث عن منتخب البرازيل بما لديه من مواهب خام، وفنيات وسرعات وقوة بدنية حاضرة.
مفاتيح التأهل... لمحة من هنا وهناك
النتائج المسجلة المرتبطة بالأداء هي ثمار حقيقية متراكمة حصلها المدرب محمد وهبي من المتابعة والعمل المشترك لتحصيل مواهب مغتربة وبعيدة عن الوطن، وأخرى جرى تكوينها في البلاد، وصولًا إلى تسجيل مشاركات ناجحة سبقت المونديال، ليس آخرها تحقيق وصافة كأس الأمم الإفريقية للشباب تحت 20 سنة، بعد خسارة النهائي أمام شباب جنوب إفريقيا في البطولة التي استضافتها مصر في شهر أيار الماضي من السنة الحالية.
دخل وهبي وكتيبته منافسات المونديال تحت راية التحدي، مع غياب أكثر من خمسة لاعبين من تشكيلته لأسباب تراوحت بين الإصابة وأخرى رفضت فيها الأندية الأوروبية إرسال اللاعبين مع تداخل المنافسات.
ورغم ذلك، برزت عقلية اللاعب المغربي في البطولة لحد الآن، مع نقاط قوة ومفاتيح نجاح نجح وهبي باستثمارها، وهذه بعض من مفاتيح النجاح في دور المجموعات:
برزت عقلية اللاعب المغربي في البطولة لحد الآن، مع نقاط قوة ومفاتيح نجاح نجح المدرب محمد وهبي باستثمارها،
ياسر زبيري
المهاجم الصريح لأشبال الأطلس، القادم من أكاديمية محمد الخامس للشباب والناشئين في الرباط، سجل ياسر هدفين في دور المجموعات أمام إسبانيا والبرازيل.
ياسر شق طريقه بالاحتراف الخارجي لصالح نادي فاماليكاو، الناشط في الدوري البرتغالي الممتاز.
الحارس يانيس بن شاويش
موهبة نادي موناكو الفرنسي، بن شاويش البالغ من العمر 18 عامًا، ظهر خلال لقاء إسبانيا كنقطة قوة وارتكاز أمام الشباك، وتصدى لأربع كرات خطيرة للمنتخب الإسباني، وأمام البرازيل استمر بن شاويش في مهمته باقتدار، ولم يحالفه الحظ بالتصدي لهدف البرازيل الذي سُجل من علامة الجزاء.
عثمان معما
جناح آخر تكون في فرنسا مع نادي موناكو، وقرر تمثيل وطنه الأم المغرب، ومشاهدة لمساته تكفي للاعتراف بنضوجه وتأثيره ومقدرته الفنية.
ياسين جسيم
أفضل لاعب عن الجولتين الأولى والثانية أمام إسبانيا والبرازيل، مع أربع مساهمات، حيث صنع الهدف الأول وسجل الثاني أمام إسبانيا في المباراة التي انتهت بنتيجة 2-0.
وأمام البرازيل، صنع هدفي المباراة التي انتهت بنتيجة 2-1.
مع العلم أن ياسين (19 عامًا) خلص المواجهة الأولى على الرواق الأيمن، وفي المباراة الثانية كان جناحًا أيسر، مع خليط من الموهبة التي تتجلى بالسرعة والذكاء وحسن التمركز والتحرك بدون كرة، وفنيات متاحة لصناعة اللعب والتمرير الحاسم بعيدًا عن ال "Show".
جسيم يلعب حاليًا مع نادي "دانكيرك" الناشط في الدوري الفرنسي الدرجة الثانية (Ligue 2). وبطبيعة الحال، حظي باهتمام ومتابعة الكشافين، حيث تعد هذه المسابقة من الفرص الذهبية لاكتشاف المواهب، والعديد من التقارير تتحدث عن اهتمام نادي الجنوب الفرنسي مارسيليا باللاعب، خاصة مع تواجد مواطنه اللاعب السابق المهدي بن عطية كمدير رياضي للنادي، ما يسهل عملية ارتقاء اللاعب إلى مستوى أعلى وفرصة احترافية أكبر.
الموعد القادم
منتصف ليل يوم غد الخميس، يواجه المنتخب المغربي نظيره منتخب كوريا الجنوبية، الذي تأهل كأحد أفضل المنتخبات في المركز الثالث.
تبدو الفرصة متاحة للعبور إلى الدور القادم واستمرار الحلم.
وحتى لو خذلتهم الـ 90 دقيقة تلك فالنتيجة الأخيرة أن المغرب حجز مقعده الدائم في مستقبل كرة القدم الدولية.


