هاشتاغ
بحث

ترامب والمسألة السورية

17/02/2025

شارك المقال

A
A

هاشتاغ - رأي مازن بلال

 لم توقع الولايات المتحدة بيان باريس الخاص بسوريا، وهذا الأمر كان متوقعا بسبب التمثيل السياسي للإدارة الأمريكية في المؤتمر الذي عبر عن اهتمام ضعيف بالحدث السوري، وبررت فرنسا عدم التوقيع بطبيعة السياسة الأمريكية التي تراقب الوضع الجديد في دمشق، ثم جاء تصريح وزير الخارجية الأمريكية من "إسرائيل"، ليؤكد البرود الدبلوماسي لواشنطن التي لا تريد التسرع بالانفتاح على حكومة دمشق، فهي تنتظر بداية العملية السياسية وما سينتج عنها قبل إغلاق ملف سوريا.

عمليا فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصرف تصرفا مشابها تجاه سوريا في ولايته الأولى، وتصرف منفردا وبعيدا عن أوروبا عندما قصف مطار الشعيرات، أو عندما وقع مع بوتين اتفاقية جنوب غربي سوريا التي أنهت المعارك في الجولان وحوران، وهو اليوم يتصرف تصرفل مشابها، معتبرا أن الأولويات لإدارته يجب أن تسير بمعزل عن التدخل الأوروبي وهو ما يفعله أيضا بخصوص الحرب الأوكرانية.

يصعب قراءة ما سيفعله الرئيس الأمريكي تجاه سوريا من دون الوصول إلى النهايات في سياساته تجاه غزة ولبنان، فهناك اتجاه صارم بخصوص الملفين السابقين واختبار صعب للسياسات الإقليمية تجاه خطط ترامب التي حسمت مسألة حماس وحزب الله بالكامل، فهي تريد ترحيل الغزاويين لإنهاء أي حالة عسكرية في غزة، وفي لبنان تكليف الجيش بمواجهة خطرة مع حزب الله لتصفية قوته العسكرية والسياسية.

هذه الصرامة السياسية لم تتضح معالمها بعد، وعدها حالة من "الهذيان" السياسي لن يخرج المنطقة من استحقاق شكل غير مسبوق بالعلاقات الإقليمية، فالمسألة ليست بالإجراءات التي يمكن أن تقود باتجاه تحقيق ما تريده الإدارة الأمريكية بل بطريقة التفكير السياسي، فالسلام بالقوة سيعيد تشكيل المنطقة من جديد وسيحدد مسارات ربما تنهار لاحقا لكنها ستؤثر تأثيرا عميقا في شرقي المتوسط عموما.

الواضح بخصوص المسألة السورية أن إدارة ترامب لديها شرط "إسرائيلي" واضح؛ أما باقي الأمور فهي مسائل تفصيلية ستركز على قدرة "إسرائيل" في حرية التحرك في المنطقة، فملف "قسد" وشكل الحكم والمجموعات المسلحة التي تعدها واشنطن إرهابية ستتحول إلى شكلين أساسيين:

الأول، هي الوظائف التي ستؤديها هذه الملفات في قوة "إسرائيل" وليس في أمنها، فالأمن محسوم للولايات المتحدة من مفهوم "السلام بالقوة".

الشكل الثاني، هو الدولة الهشة التي تتحرك بضعفها وليس بسيادتها، وإذا كان هذا الأمر واضحا في لبنان وسوريا والعراق، فإنه سيتحول باتجاه الأردن ومصر بصور أخرى سواء بالعجز الاقتصادي أم بهشاشة السياسات.

العالم مشغول بسياسات ترامب في تهجير أهل غزة، ونجاح هذه الخطة مشكوك فيه، لكنه طريق إنهاك سياسي للجميع، لأنه أغلق الخيارات تجاه الولايات المتحدة وجعل دول الإقليم مضطرة للمرور إلى أي حل عن طريق "السلام بالقوة" الذي يشكل بوابة للعبور نحو واشنطن، فخطة ترامب أجبرت الجميع على الدخول في صياغة بدائل ترضي واشنطن و "إسرائيل" خوفا من "القوة" التي تخلق طريق السلام.

التعليقات

الصنف

أخبار

منشور حديثاً

الأكثر قراءة

تابعنا

مقالات ذات صلة

الكلمات المفتاحية

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025