زياد شعبو
استأنفت الكرة السورية نشاطها على مستوى المسابقات المحلية، وعاد الدوري إلى واجهات صفحات الأندية ومساحة التعليق الحاضرة افتراضيًا من الجماهير المحرومة من المدرجات.
عودة دورينا "على عكاز" خير من ضياع الموسم نهائيًا، جولتان تشابه فيها الجميع، وبرز فيها الثابت الوحيد: خراب ملاعبنا وعدم أهليتها.
مع عودة الدوري السوري لوحظ تقارب مستويات الأندية مع انخفاض واضح في الرغبة بالمنافسة.
جولة فقيرة فنيًا... وصورة تنافسية باهتة
عاد الدوري انطلاقًا من الجولة السادسة، على ملاعب محايدة وبنظام المرحلة الواحدة، وصولًا إلى البلاي أوف لاحقًا. باختصار، هذه تركيبة صافرة البداية. ومع ختام الجولة السادسة وثلاث مباريات أخرى مؤجلة من مراحل سابقة، تبقى الخلاصات ذاتها: الأندية منهكة فنيًا وماليًا، وتلعب على ملاعب بعيدة عن أي معايير كروية.
وبالعودة إلى المباريات، فقد أفرزت هذه الجولة صورة واحدة تتقارب فيها الأندية بالمستويات وتتشابه في الظروف، وسط انخفاض واضح في الرغبة بالمنافسة. وهي صورة لها مسبباتها النفسية على مستوى اللاعبين، ومالية على مستوى الإدارات واللاعبين معًا ككيان ومؤسسة.
يُضاف إلى ذلك تقصير واضح في صيانة وتحضير الملاعب ضمن الحدود المقبولة خلال فترة الانقطاع، وقبيل استئناف الدوري. من الطبيعي أن ترتفع وتيرة الرغبة بالمنافسة مع تقدم الجولات، لكن تبقى أرضيات الملاعب وغياب الجمهور عن المدرجات عوامل سلبية مباشرة تؤثر على المحدودية الفنية والبدنية للاعبي الدوري.
القاعدة تقول: "من دون ملاعب ومنشآت حديثة، لن تكون هناك كرة قدم سليمة".
الملاعب والمنشآت أولوية
من الطبيعي أن يتفق كل القائمين على مفاصل كرة القدم السورية، من لاعبين وإداريين وحكام ومسؤولين، على أولوية ملف الملاعب والمنشآت على غيره من القضايا. ووزارة الشباب والرياضة، في تجربتها الأولى كمؤسسة مشرفة على قطاع الرياضة، أدرجت هذا الملف في قائمة أولوياتها، بعد ترتيب البيت الداخلي ووضع نظام داخلي وتنفيذي وإشرافي.
ومن المؤكد أن العمل على استعادة الأموال السورية المجمدة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والاتحاد الآسيوي، واستثمار العلاقات مع الدول الإقليمية الرائدة في مجال التشييد الرياضي، سيسرّع من إنجاز هذا الملف المعقّد والقديم. فالقاعدة تقول: من دون ملاعب ومنشآت حديثة، لن تكون هناك كرة قدم سليمة.
آخر الكلام...
رسالة إلى اللاعبين، خاصة أولئك الذين ما زالوا في بداية مشوارهم: المستقبل القريب يحمل تغييرات كثيرة، ومن لا يُقدّم جهدًا لنفسه اليوم، لن يكون له مكان في الغد.