زياد شعبو
في الإجابة على سؤال افتراضي، تبدو المهمة مستحيلة عندما يتعلق الأمر بتأهل منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس العالم، ليس انتقاصًا من أنفسنا كسوريين، لكن الحقيقة أننا نؤمن بالمستحيل بعقلية الغيبيات، لا بعقلية العمل والاجتهاد والتخطيط.
الأردن، في كأس العالم لأول مرة في تاريخه. ها هي الأحلام تتحقق على بُعد كيلومترات قليلة من بلدنا.
وإذا كان حالنا أننا لا نستطيع تخيل "المستحيل" إلا بتقليد التجارب من حولنا، فلتكن الأردن من اليوم تجربة نتعلم منها، بما فيها من نقاط نشترك فيها ونتشابه، تجعل تقليد تجربتها أمرًا ممكنًا وليس عسيرًا على التنفيذ.
يومًا ما كنا على بُعد خطوة من تحقيق الحلم، لكن العنوان حينها كان "شارة الكابتن".
الأردن كانت أيضًا على بُعد خطوة من التأهل إلى كأس العالم (البرازيل 2014) عندما واجهت منتخب الأوروغواي في الملحق العالمي، وبرغم الفشل، كان هناك أملٌ ما، جعل من شخصية كرة القدم الأردنية أكثر جرأة على الحلم، ولاحقًا أكثر تصميمًا على تحقيقه، وكانت النتيجة، جيل موسى التعمري، ويزن النعيمات، وعلي علوان، ويزن العرب، ومهند أبو طه، وأبو ليلى...
بينما كان شغلنا الشاغل في سوريا هو حل الخلافات الشخصية داخل المنتخب، كان يزن النعيمات يمرر لموسى، وموسى يمرر لعلوان.
يكفي مشهد الهاتريك الذي سجله علي علوان أمام منتخب عُمان في اللقاء الأخير، والذي أهل النشامى رسميًا إلى المونديال؛ هاتريك سجله علوان بصناعة من النعيمات والتعمري، الذي كان أمام شباك فارغة، لكنه فضّل التمرير لزميله.
ماذا لو كان العنوان: سوريا تحقق الحلم المونديالي أخيرًا؟
هي عناوين ستتحقق يومًا ما، عندما نلعب كرة قدم كمنتخب حقيقي، وعندما ينظر اللاعبون إلى أنفسهم على أنهم روح واحدة تسعى لهدف واحد.
يومًا ما، كان الشعار: "نعم نستطيع".
لكن الشعار الأفضل، والأكثر واقعية، هو: "معًا نستطيع".
اليوم، سنواجه أفغانستان وميانمار وباكستان من أجل التأهل إلى كأس آسيا.
وإذا كان لا بد من كلمة أخيرة للجيل الحالي الذي يمثل أحلامنا، فإن أفضل وقت لإثبات الذات هو كأس آسيا.
علينا أن نتعلم النظر إلى أنفسنا كزملاء في منتخب وطن، لا كأفراد تفصل بينهم الطبقية والفوقية.
علينا أن نعمل، نجتهد، نتحمل المسؤولية، لا أن نتهرب منها.
علينا أن نبحث عن مجد الوطن، لا عن أمجادنا الشخصية.
أنا، كلاعب سابق في المنتخب، أشعر بالغيرة مما حققته الأردن وأوزبكستان، لكن ليس لدي الفرصة الآن. أما أنتم، فالفرصة أمامكم.
امنحوها لنا... ولأنفسكم... في كأس آسيا.
ومهدوا الطريق لجيل جديد، يكون أول من يرفع علم سوريا في نهائيات كأس العالم.