هاشتاغ
بحث

عمر السومة... رحلة تحدٍ ومثال لنجاح لاعب سوري

25/06/2025

عمر-السومة

شارك المقال

A
A



زياد شعبو 


فخر كبير لي، كسوري، وأنا أشاهد عمر السومة على أرض الملعب في الولايات المتحدة، مشاركًا في النسخة الأولى من كأس العالم للأندية بحلتها الجديدة، مرتديًا قميص الوداد البيضاوي المغربي، النادي العريق على مستوى المغرب والقارة السمراء، قادما من العروبة السعودي.


لحظة إعلان الوداد عن التوقيع مع السومة كانت مصدر اعتزاز لكل سوري، لأنها تؤرخ اسمه كأول لاعب سوري يشارك في هذه البطولة العالمية.


متابعة أخبار انتقاله، ورصد الصحافة العربية والدولية لهذا الحدث، كانت بحد ذاتها شهادة على قيمة السومة ومكانته كمهاجم محترف متمرس، ومثال كروي لامع رغم تحديات البيئة المحيطة وتناقضاتها.


بعقلية المحترف صاحب الخبرة، استطاع السومة، ابن السادسة والثلاثين، أن يحفر اسمه من جديد في سجلات كرة القدم العالمية. ربما يرى البعض أن السبب هو مدير أعمال متميز، لكن الحقيقة أن السومة نفسه، بموهبته، بإصراره، وبحجم اسمه، هو السبب الأول في كل نجاح حققه. فلا مدير أعمال ولا وكيل مهما بلغت خبرته، قادر على صنع لاعب من دون موهبته، ولا على تزيين مسيرته من دون أرقامه وإنجازاته على المستطيل الأخضر.


ليس سراً أن رحلة عمر السومة لم تكن يوماً مفروشة بالسجاد الأحمر، بل كانت مليئة بلحظات فاصلة، لو واجهها لاعب آخر لربما توقفت مسيرته أو تراجعت إلى الظل. لكن السومة حول كل تحدٍ إلى محطة جديدة، وكل عثرة إلى نقطة انطلاق نحو القمة.


ربما الصورة الأجمل له، كهداف تاريخي في الدوري الكويتي والسعودي، وكحامل ألقاب عديدة، كانت لتكتمل بقطعة مفقودة: تأهل منتخب سوريا إلى كأس العالم تحت قيادته. حلم اقترب يوماً، قبل أن ترفض قائمة المنتخب الأسترالي تحقيقه بلحظة درامية.


ليس هذا المقال مديحًا عابرًا، بل كلمات من لاعب كرة قدم إلى لاعب كرة قدم، يتقاسم معه الحلم ذاته، مهما اختلفت الجنسيات وتباعدت الأجيال. كرة القدم السورية بحاجة ماسة إلى نموذج يلهم أشبالها، كما يلهم ميسي أطفال الأرجنتين، ورونالدو أطفال البرتغال، ومبابي أطفال فرنسا. نحن بحاجة إلى عمر السومة، لنذكر كل طفل سوري بأن الإرادة، قبل كل شيء، هي الطريق نحو النجاح.


شكراً يا "عكيد" ، على كل صفحة تكتبها من كتاب الكرة السورية، شكراً لأنك تذكرنا بأن كل بداية متعثرة يمكنها، بالعزيمة، أن تتكلّل بنهاية عظيمة، وأن كل رحلة تحدّ، مهما طال الطريق، يمكنها أن تفتح بابًا لأمل وحلم جديد.

كرة القدم السورية بحاجة ماسة إلى نموذج يلهم أشبالها، كما يلهم ميسي أطفال الأرجنتين، نحن بحاجة إلى عمر السومة، لنذكر كل طفل سوري بأن الإرادة، قبل كل شيء، هي الطريق نحو النجاح.

التعليقات

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025