هاشتاغ - متابعة
كشفت الرئيسة المشاركة للجنة التفاوض في شمال وشرق سوريا مع الحكومة السورية، فوزة يوسف، أن الاجتماعات الأخيرة في دمشق بين وفد "قسد" والمسؤولين السوريين، تناولت مستقبل العلاقة بين الجانبين وآلية دمج القوات ضمن المؤسسة العسكرية السورية.
وشملت النقاشات، بحسب يوسف، تنظيم "قسد" في ثلاثة فيالق عسكرية، إضافة إلى بحث التعاون في مجال الأمن الداخلي لضمان الاستقرار.
وأوضحت يوسف، في حديث لصحيفة "أجانسا ولات" التركية، اليوم الثلاثاء، أن إدماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن الجيش السوري "سيجعل من المؤسسة العسكرية جهة وطنية تخدم جميع السوريين، بعيدا عن الانقسامات الطائفية والقومية".
أجواء الاجتماعات كانت إيجابية ويعتقدون أن النتائج كانت إيجابية أيضا
لقاءات إيجابية
إلى ذلك، وصف نائب الرئاسة المشتركة لـ مجلس سوريا الديمقراطية "مسد"، علي رحمون نتائج الاجتماعات التي جرت أمس في العاصمة السورية دمشق بين وفد الإدارة الذاتية الكردية في شمال وشمال شرقي سوريا والحكومة السورية بـ "الإيجابية".
وقال رحمون في تصريح لـ "الشرق الأوسط": "بحسب قول الطرف المفاوض من قبل (قسد)، فإن أجواء الاجتماعات كانت إيجابية، ويعتقدون أن النتائج كانت إيجابية أيضا".
وذكر أن الجانبين "اتفقا على أن يلتقيا قريبا جدا بلجان أخرى أكثر تخصصا، للبحث في آلية الاندماج في وزارتي الدفاع والداخلية".
وأشار إلى أن "الاجتماع استمر ثلاث ساعات ونصف ساعة، وتم خلاله الاتفاق على الأسس السابقة، بعدما سألوا عن أسس كثيرة من بينها الأعداد والهيكل التنظيمي والتوزيعات، وكيف يمكن أن تكون احتمالات الاندماج".
أنقرة تربط الملف الكردي في تركيا بما يجري في سوري وهذه مقاربة خاطئة استراتيجيا
حل ديمقراطي عادل
وحول الاتفاق بين "الإدارة الذاتية" ودمشق، أشارت يوسف إلى أن "الكثير من البنود لم تُنفذ بعد، لكننا نأمل استمرار العملية".
وشددت على أن الاستقرار السياسي والاقتصادي في سوريا لن يتحقق من دون حل ديمقراطي عادل، مضيفة أن "التهدئة شرط أساسي لأي مشروع اقتصادي أو إعادة إعمار، وهذا لا يمكن أن يتم إلا عبر اتفاق وطني شامل".
"طرق خاطئة"
وحول الاتصالات مع تركيا، أوضحت يوسف أنها "محدودة وغير مباشرة"، مشددة على أن "الإدارة الذاتية لم تؤذِ تركيا، بل دافعت عن نفسها فقط".
وأوضحت يوسف أن أنقرة تربط الملف الكردي في تركيا بما يجري في سوريا، مشيرة إلى أن "هذه مقاربة خاطئة استراتيجيا، فحلّ القضية الكردية في شمال كردستان سيجعل الكرد أصدقاء لتركيا".
وقالت إن تركيا ما تزال تتبنى سياسة الإنكار، وتسعى لتدمير مؤسسات الكرد تحت شعار الاندماج.
في السياق، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة اندماج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة السورية، وحذّرها من الانجرار إلى "طرق خاطئة"، على حد وصفه.
وأضاف أردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في طريق عودته من مدينة شرم الشيخ المصرية، حيث شارك في "قمة السلام في الشرق الأوسط" نشرت الثلاثاء: "نكرر تحذيرنا لـ(قسد) من الانجرار نحو طرق خاطئة، وعليها دعم وحدة سوريا وسلامة أراضيها".
وتابع: "نأمل أن تتبنى (قسد) موقفا يدعم وحدة الأراضي السورية، وأن تسعى معا نحو مستقبل مزدهر".
وأمس، أجرى وفد أمني وعسكري من مناطق "الإدارة الذاتية" اجتماعات مع مسؤولين في دمشق لبحث آليات تطبيق بنود اتفاق العاشر من آذار/مارس الذي وقَّعه رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع وقائد "قسد"، مظلوم عبدي، إلا أن تباينا في وجهات النظر حال دون إحراز تقدم في تطبيقه.
وذكرت قناة "روناهي" الكردية، أن اجتماعات أمس عُقدت في قصر تشرين الرئاسي، إذ التقت لجنة "قسد" العسكرية التي ضمت عضوي قيادتها العامة، سوزدار حاجي، وسيبان حمو، والمتحدث باسمها أبجر داؤود، والقيادي شاكر عرب مع وزير الدفاع في الحكومة السورية مرهف أبو قصرة.
بينما اجتمعت اللجنة الأمنية لـ "الإدارة الذاتية" التي تألفت من اللواء ديلر تمو، اللواء علي الحسن، واللواء آحو لحدو، ونائبة الرئاسة المشتركة لهيئة الداخلية آرين مصطفى، مع وزير الداخلية في الحكومة السورية، أنس خطاب.
وأكد الجانبان خلال الاجتماعين بحسب "روناهي"، على "أهمية تنفيذ اتفاقية 10 آذار/مارس لتعزيز التنسيق الميداني وتثبيت الاستقرار في عموم البلاد في إطار استمرار المباحثات بين ممثلي شمال وشرق سوريا والحكومة الانتقالية، ووصفت اللقاءات بالإيجابية".


