هاشتاغ - متابعة
وسط تزايد حوادث القتل والخطف، لا يزال الغموض يلفّ مصير عدد من المخطوفين في الساحل السوري، فبينما عادت سمر إسماعيل إلى منزلها في اللاذقية وهي تعاني من آثار ضرب شديد، وفي حين ظهرت الشابة هديل أجداري في فيديو مقتضب إلى جانب والدها دون أي توضيحات، لا يزال كل من محمد قيس حيدر ونعمى إبراهيم في عداد المفقودين.
أفادت مصادر محلية، بأن الأهالي عثروا على سمر إسماعيل، وهي أم لأربعة أبناء، في الأربعينيات من عمرها، فُقد الاتصال بها منذ السبت، عقب خروجها من منزلها متجهة إلى منزل شقيقتها في حي "الدعتور"، في محافظة اللاذقية.
وأضافت المصادر أن سمر كانت تعاني آثار ضرب شديد، ولم تكن قادرة على الوقوف أو الكلام لساعات بعد العثور عليها، أمس الثلاثاء.
وبالتزامن، عادت الشابة هديل أجداري، الطالبة في السنة الخامسة بقسم الإرشاد النفسي في جامعة تشرين باللاذقية، والتي فُقدت الأحد الماضي بعد خروجها إلى الجامعة، حيث ظهرت في فيديو قصير إلى جانب والدها.
وقالت في المقطع المصوّر: "أنا هديل محمد أجداري، خريجة إرشاد نفسي مواليد 2002، انفقدت الأحد 12 الشهر ورجعت اليوم 14 الشهر"، ولم يُدلِ والدها بأي كلمة خلال الفيديو، لتوضيح ما جرى أو مكان وجودها خلال فترة غيابها.
يشهد الساحل السوري حالة من الاستياء الشعبي في ظل تصاعد معدلات العنف وسط تزايد حوادث الخطف والقتل وغياب المحاسبة
اشاعات كاذبة
في المقابل، لا تزال الشابة نعمى محمد إبراهيم (34 عاما) من قرية "خربة المعزة" بريف طرطوس، مفقودة، بعد مغادرتها منزلها متجهة إلى مدينة طرطوس، حيث انقطعت أخبارها تماما، ولا تزال ظروف اختفائها مجهولة.
وأفادت مصادر مقربة من عائلة نعمى إبراهيم، لوسائل إعلام محلية، بأنها فقدت الاتصال بالشابة صباح يوم الاثنين الواقع 7 تشرين الأول/أكتوبر 2025، حيث كانت في طريقها من قرية "خربة المعزة" إلى مدينة طرطوس لشراء بعض المستلزمات المتعلقة بعملها.
وذكرت المصادر، أنّ العائلة تواصلت مع صاحب المحل الذي قصدته "نعمى" بمدينة طرطوس وراجعت تسجيلات كاميرات المراقبة في المنطقة، إلا أنه لم يتم العثور على أي أثر يدل على مكانها.
ونفت المصادر بشكل قاطع كل ما يُشاع عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن الشابة أنها تعاني من مرض نفسي، وأكدّت عدم معاناتها من أي مشكلة صحية أو نفسية وأنها تعمل في مجال تصفيف الشعر في محل في قرية "خربة المعزة."
كما أشارت المصادر إلى أنّ الإشاعات المتداولة أثرت سلبا على مسار القضية، في ظل غياب الجدية من الجهات الأمنية بمتابعة الملف إلا بعد التفاعل الذي حصل إثر نشر القصة عبر بعض صفحات التواصل الاجتماعي.
كذلك، لا يزال مصير الطفل محمد قيس حيدر مجهولا منذ أكثر من أسبوع، بعد أن أقدمت مجموعة من المسلحين على اختطافه من أمام مدرسته في حي "المشروع العاشر" باللاذقية، دون أي أخبار عنه حتى اللحظة.
إلى ذلك، شهدت محافظة طرطوس، صباح اليوم الأربعاء، حادثة مروّعة، إذ عُثر على جثة سيدة مقتولة بظروف غامضة على الكورنيش البحري، وكانت مكبلة اليدين، دون معرفة أسباب أو دوافع الجريمة حتى اللحظة، بحسب ما أورده "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
ويشهد الساحل السوري حالة من الاستياء الشعبي الواسع، في ظل التصاعد المقلق في معدلات العنف، وسط تزايد حوادث الخطف والقتل، وغياب المحاسبة وتراخي الجهات الرسمية في اتخاذ أي إجراءات للحد من الانتهاكات المستمرة.
