هاشتاغ - ترجمة
كتبت صحيفة "The Nation" الباكستانية في افتتاحيتها اليوم، تحت عنوان "بلقنة سوريا": "كما يُقال، في الجغرافيا السياسية، لا أصدقاء ولا أعداء دائمون، بل مصالح دائمة".
وأشارت إلى اللقاء الأخير بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، باعتباره تذكيرا صارخا بأن "الواقع غالبا ما يفوق الخيال"، موضحة أنه "قبل فترة وجيزة، كانت قوات الشرع تُقاتل القوات الروسية، إذ لطالما دعمت موسكو بشار الأسد وحافظت عليه كقوة استقرار في المنطقة".
وبحسب الصحيفة، فإن الشخصيات أقل أهمية من المصالح الاستراتيجية الدائمة. بذلك يستمر نفوذ روسيا في سوريا، ويستمر التشرذم البطيء للبلاد في ظل الأجندات المتنافسة للقوى العالمية والإقليمية. وكجزء من الترتيب الناشئ، من المتوقع أن تحتفظ روسيا بقاعدتيها العسكريتين، وربما تُقدِّم مساعدة اقتصادية محدودة للنظام الجديد.
وتابعت:" وفي أماكن أخرى، تُواصل إسرائيل توسعها العدواني في الجنوب، بينما تمركزت القوات التركية في منطقة عازلة أعلنتها في الشمال. في الشرق، تضمن السيطرة الأمريكية على حقول النفط الرئيسية موطئ قدم دائم لها".
ووفقا لـ "The Nation": "مع سعي كل قوة أجنبية لتحديد نطاق نفوذها، وإجبار دمشق على تقديم تنازلات متتالية، يتلاشى حلم الدولة السورية الموحدة أكثر فأكثر في طيات الماضي".
وأوضحت الصحيفة: "قد لا تزال سوريا قائمة على الخرائط، لكن في الواقع، يتعمق تشرذمها عاما بعد عام".
واختتمت الصحيفة: "ستكشف الأشهر المقبلة كيف اختارت القوى العظمى، والجهات الفاعلة الإقليمية مثل إسرائيل وتركيا، إضفاء الطابع الرسمي على تقسيم سوريا"، مشيرة إلى أن ما سيحدث لاحقا سيكون فصلا مفصليا في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.


