هاشتاغ - متابعة
كشف مسؤولون أتراك أن أنقرة تخطط لتزويد سوريا بمعدات عسكرية متنوعة، في إطار صفقة أوسع تتيح لها استهداف المسلحين الأكراد الناشطين على طول الحدود السورية، وفقا لـ وكالة "بلومبرغ".
ونقلت الوكالة عن المسؤولين، الذين تحدّثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم نظرا لحساسية الملف، أن الخطط تشمل إرسال سيارات مصفحة، وطائرات مسيّرة، ومدفعية، وصواريخ، وأنظمة دفاع جوي إلى الداخل السوري خلال الأسابيع المقبلة.
وأشار المسؤولون إلى أن هذه المعدات ستُنشر في شمالي البلاد، لتفادي أي توتر محتمل مع إسرائيل في الجنوب الغربي.
هذه الخطوة تأتي في سياق سعي تركيا لتوسيع نطاق عملياتها ضد قوات سوريا الديمقراطية
ضد "قسد"
وذكرت "بلومبرغ" أن هذه الخطوة تأتي في سياق سعي تركيا لتعزيز نفوذها الأمني والعسكري في الشمال السوري، وتوسيع نطاق عملياتها ضد قوات سوريا الديمقراطية.
وأشارت الوكالة إلى أن الرئاسة التركية رفضت التعليق على المعلومات، كما لم ترد وزارة الإعلام السورية على طلب للتعليق.
تهدف الشحنات العسكرية المرتقبة إلى دعم أحمد الشرع الذي يقود حاليا جهودا لإعادة بناء الجيش السوري
دعم الشرع
ووفق "بلومبرغ"، تهدف الشحنات العسكرية المرتقبة إلى دعم رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، الذي يقود حاليا جهودا لإعادة بناء الجيش السوري وتوحيد مؤسسات الدولة، بعد أن تسببت الغارات الإسرائيلية في تدمير جزء كبير من الترسانة السورية خلال مرحلة سقوط نظام الرئيس السابق، بشار الأسد.
وقالت المصادر، إن تركيا وسوريا تبحثان توسيع اتفاق أمني يعود تاريخه إلى ما يقارب ثلاثة عقود، يتيح لأنقرة تنفيذ عمليات محدودة ضد المسلحين الكرد قرب الحدود.
وأضافت المصادر أن تركيا ترغب في رفع المسافة المسموح بها للتوغّل العسكري من 5 كيلومترات إلى 30 كيلومترا داخل الأراضي السورية.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن الخطوة التركية "تسلط الضوء على القلق المتزايد لدى أنقرة من الوضع في شمال شرقي سوريا، حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.
الانضمام للجيش العربي السوري يحتاج للعديد من المقومات وهو "ليس مكانا للتجارب"
وفد عسكري تركي في سوريا
إلى ذلك، استقبل وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، الخميس، وفدا تركيا رفيع المستوى برئاسة العماد إلكاي آلتينداغ، المدير العام للدفاع والأمن في وزارة الدفاع التركية.
وبحث الجانبان خلال اللقاء، وفقا لما أعلنت وزارة الدفاع السورية عبر معرفاتها الرسمية، عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، في إطار الجهود المبذولة لتعزيز التعاون والتنسيق بين الجانبين في الملفات ذات الصلة بالشؤون الدفاعية والأمنية.
"الجيش ليس مكانا للتجارب"
في ذات السياق، قال مصدر عسكري سوري، اليوم، إن الانضمام للجيش العربي السوري يحتاج للعديد من المقومات وهو "ليس مكانا للتجارب"، مؤكدا أن بناءه يتم بتوجهيات من القيادة، بحسب "تلفزيون سوريا".
وأضاف المصد الذي طلب عدم كشف هويته، أن "بناء الجيش يتم وفق خطة زمنية وخطوات متسارعة وضمن توجيهات قيادية مباشرة".
وتابع قائلا "الجيش هو نتيجة حتمية لانتصار الثورة السورية وتشكيله لم يأت من منجزات هامشية وإنما كان بعد معركة تاريخية تذكرها الأجيال"، وفق تعبيره.
تأتي هذه التطورات، عقب إعلان قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مظلوم عبدي، عن التوصل إلى "اتفاق مبدئي" مع الحكومة السورية حول آلية دمج قواته ضمن الجيش السوري.
وقال عبدي إنه تم تشكيل لجنة ستعمل مع وزير الدفاع السوري ومسؤولين عسكريين آخرين لتحديد الآليات المناسبة لانضمام "قواتنا في الجيش الوطني".
وأضاف عبدي في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس": "نحن نتحدث عن عدد كبير، عشرات الآلاف من الجنود، بالإضافة إلى آلاف من قوى الأمن الداخلي، ولا يمكن لهذه القوات الانضمام إلى الجيش السوري بشكل فردي، مثل الفصائل الصغيرة الأخرى. بل ستنضم كتشكيلات عسكرية كبيرة تشكل وفقا لقواعد وزارة الدفاع".
وذكر أن "قوة الشرطة في شمال شرق سوريا ستندمج أيضا مع قوات الأمن في البلاد".
وتأتي أيضا بعد أن كشفت الرئيسة المشاركة للجنة التفاوض في شمال وشرق سوريا مع الحكومة السورية، فوزة يوسف، أن الاجتماعات الأخيرة في دمشق بين وفد "قسد" والمسؤولين السوريين، تناولت مستقبل العلاقة بين الجانبين وآلية دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن المؤسسة العسكرية السورية، مشيرة إلى النقاشات شملت تنظيم "قسد" في ثلاثة فيالق عسكرية.


