كشف القائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، عن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الحكومة السورية يقضي بدمج "قسد" في صفوف الجيش السوري، وفق آلية تضمن انضمامها كقوة متماسكة لا كأفراد منفصلين.
عبدي أوضح، في حديث لوكالة "أسوشيتد برس"، أن "قسد" تضم عشرات الآلاف من المقاتلين وآلافاً من عناصر الأمن الداخلي، ما يجعل من المستحيل دمجها بشكل فردي، مضيفاً أن لجنة مشتركة تشكلت مع وزارة الدفاع لتحديد آلية الاندماج المناسبة.
وأشارإلى أن الاتفاق المبدئي تم بعد لقاءات جمعته بالرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، ووزيري الخارجية والدفاع.
وأكد عبدي أن تنفيذ الاتفاق سيتيح لعناصر وقيادات "قسد" مواقع "مرموقة" ضمن وزارة الدفاع وقيادة الجيش، مبرراً ذلك بـ"خبرتهم الطويلة وخدمتهم العسكرية"، مضيفاً أن خبراتهم يمكن أن تسهم في "تعزيز قدرات الجيش السوري".
كما رأى أن هذا التفاهم من شأنه أن يساهم في معالجة أزمات أوسع في البلاد التي أنهكتها حرب دامت أكثر من 14 عاماً.
تباطؤ مسار الاتفاق
تحدث عبدي عن أن الأحداث الدموية ذات الطابع الطائفي التي شهدتها منطقتا الساحل والسويداء خلال الأشهر الماضية، كان لها أثر مباشر في تأخير تنفيذ اتفاق "10 آذار"، مشيراً إلى أن تلك الحوادث "أثارت مخاوف لدى سكان شمال شرق سوريا"، وأضعفت ثقتهم بجدوى الدمج في المرحلة الحالية.
وأضاف أن التقدم في تنفيذ اتفاق الدمج سيساهم في “منع تكرار مثل هذه الهجمات”، داعياً إلى صيغة وطنية تكفل حقوقاً متساوية لجميع السوريين وتضمن مشاركتهم في بناء الدولة الجديدة.
"قسد" واللامركزية
فيما يتعلق بمستقبل الحكم، شدد عبدي على أن "قسد"تدعو إلى نظام لامركزي يوزع الصلاحيات بين المركز والمحافظات، ضمن دولة سورية موحدة، مشيراً إلى أن الحكومة في دمشق ما تزال تتحفظ خشية أن يؤدي ذلك إلى تقسيم فعلي للبلاد.
وأوضح أن تطبيق اتفاق آذار يتضمن دمج المؤسسات المدنية والاقتصادية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن مؤسسات الدولة المركزية، معتبراً أن نجاح هذه العملية "سينزع الذرائع من يد تركيا للتدخل العسكري في الأراضي السورية".
ولفت قائد قوات سوريا الديمقراطية إلى أنه لمس "بعض المرونة في الموقف التركي" تجاه هذا المسار، في حال تحقق الاندماج الكامل تحت مظلة الجيش السوري.
