هاشتاغ - نورا قاسم
كشف مدراء مشفَيَي ابن سينا وابن خلدون للأمراض النفسية لـ"هاشتاغ" عن أزمة حادة في توفر الأخصائيين النفسيين، مؤكّدين أن عدد الكوادر لا يتناسب إطلاقاً مع أعداد المرضى، نتيجة تدني الرواتب وعدم وجود حوافز كافية، إضافة إلى أن أغلب الحالات في المشافي تعاني من الفصام المزمن.
وأوضح الدكتور عبدالله الضاهر، مدير مشفى ابن سينا للأمراض العقلية، أن عدد الأخصائيين النفسيين في المشفى لا يتجاوز ثلاثة، بينما يبلغ عدد المرضى نحو 450، ما يعني أن الحاجة الفعلية تفوق العدد الحالي بأضعاف.
وأضاف أن عدد الأطباء الاختصاصيين قبل عام 2011 كان لا يقل عن 15 طبيباً، مشيراً إلى أن "الطلب على اختصاصيين مستمر، لكن لا أحد يقبل التعاقد بسبب ضعف الرواتب".
ونتيجة لهذا النقص، يعتمد المشفى بشكل أساسي على كوادر التمريض الذين لديهم خبرة طويلة في العمل داخل المشفى.
وبالنسبة للطاقة الاستيعابية، أوضح الضاهر أن المشفى يحتوي على 520 سريراً، منها 450 سريراً فعّالاً حالياً، مع إمكانية استيعاب 600 مريض، إلا أن بعض الأجنحة بحاجة إلى صيانة، وهناك أبنية لا تزال قيد الإنشاء.
وأضاف أن الأدوية متوفرة بالحد الأدنى، ما يضطر الأهالي أحياناً إلى تأمين بعضها بأنفسهم، مؤكداً أن غالبية المرضى يعانون من الفصام المزمن وبعضهم في حالات حادة.
من جانبه، أشار الدكتور موفق عموري، مدير عام مشفى ابن خلدون للأمراض العقلية في محافظة حلب، إلى أن أبرز التحديات في قطاع الصحة النفسية تكمن في نقص الكوادر، سواء من الأطباء أو المعالجين النفسيين.
وبيّن أن أحد أسباب إحجام المتخصصين عن العمل في المشافي هو التعرض لمستوى عالٍ من المخاطر النفسية والجسدية، إلى جانب تدني الأجور.
وأشار عموري إلى أن المشفى يضم 270 مريضاً، ويعمل فيه طبيبان اختصاصيان فقط، مع نقص واضح في عدد الأطباء المقيمين وكوادر التمريض.
وأضاف أن الشريحة الأكبر من المرضى هم من المصابين بالفصام والاضطرابات الذهانية، مؤكداً أن آثار الحرب النفسية الممتدة لأكثر من 14 عاماً باتت واضحة في كل بيت سوري.
وشدد على أهمية إيصال خدمات الصحة النفسية إلى كل منزل، وتأهيل كوادر متخصصة قادرة على التعامل مع هذه التحديات.


