أطلقت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وثيقة تتضمن رؤيتها للعيش المشترك، في ظل تحديات تواجهها سوريا، عقب صراع الشعب السوري مع نظام الأسد الذي استمر حكمه 60 عاماً.
وفي بيان نشرته، اليوم السبت، اعتبرت الجماعة أن ما تحتاجه سوريا اليوم لضمان مصالحها المشتركة هو عيش مشترك، وفق موقع "عنب بلدي".
سلم أهلي مستدام
كما أكدت الجماعة أنه من الضروري لا يَحجرُ أحد على أحد، ولا يستقوي مكون سوري بدولة خارجية على دولته للحفاظ على مصالحه.
وتعتقد الجماعة أن التراضي والتطاوع على مشتركات عبر الحوار للوصول إلى سلم أهلي مستدام، ومجتمع مستقر، هو واجب لأهل الوعي من أبناء المجتمع.
ووفق ما قالته جماعة الإخوان، فإن قيمة العيش المشترك في سوريا تواجه تحديات نتيجة صراع المجتمع السوري مع ديكتاتورية حكمت سوريا قرابة 60 سنة.
الأمر الذي أدى، وفق "الإخوان"، إلى توليد صراعات ونزاعات تركت أثرها العميق، وبدأ يظهر في المجتمع خطاب غير بناء، ترك أثراً سلبياً واضحاً في تعزيز الانقسام المجتمعي.
وأشارت، إلى أن هذا الخطاب غير البناء سيترك بصمته على الاقتصاد والحياة الاجتماعية والسياسية وعلى العلاقات بين فئات المجتمع، إن لم ينهض العقلاء لعلاج هذا الأمر.
وطرحت الجماعة من خلال "ورقة" تصورها لأسس تراها ضرورية لبناء عيش مشترك، يهدف إلى تعزيز التفاهم والسلام بين مختلف أفراد المجتمع ومكوناته، ويعيد لسوريا صورتها العالمية المشرقة.
كما تهدف لجمع السوريين بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو العرقية، معتبرة أن إرادة العيش المشترك شرط لبناء المجتمعات المستقرة والمتماسكة.
وقدمت الجماعة الأسس الشرعية للعيش المشترك مستندة بعدة آيات قرآنية، ومن هذه الأساسات: احترام الآخر، العدالة، التعاقد "العقد الاجتماعي مع السلطة".
تاريخ الجماعة
يذكر، أن جماعة الإخوان المسلمين نشأت في سوريا عام 1945، وكان البرلماني والداعية السوري مصطفى السباعي، أول مراقب لها، وهي فرع من التنظيم الأم، الذي نشأ في مصر، على يد الداعية المصري، حسن البنا عام 1928.
وفي آب/أغسطس الماضي، طالب المستشار الإعلامي للرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، أحمد موفق زيدان، جماعة الإخوان في سوريا بحل نفسها.
وعلل زيدان طلبه، بأن ذلك سيخدم البلد ويدفع أبناءه للانخراط في العمل الحكومي لتستفيد منه الدولة.
ودعا المستشار الجماعة إلى أن تحذو طريق بعض الأجسام السياسية والمجتمعية، التي حلت نفسها بعد سقوط النظام السوري السابق، مثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمجلس الإسلامي السوري، إضافة إلى الفصائل العسكرية والمجالس المحلية.


