أُصيب ثلاثة عمال بجروح بالغة، اليوم الإثنين، بينهم حالات بتر في الأطراف، نتيجة انفجار قذيفة "غير منفجرة" من مخلفات الحرب، أثناء محاولتهم تفكيكها داخل مركز لتجميع الخردة قرب مدينة دارة عزة بريف محافظة حلب الغربي.
وبحسب الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، جرى إسعاف المصابين من قبل مدنيين تواجدوا في المكان خلال الحادثة، فيما باشرت فرق المنظمة عمليات تمشيط الموقع للتأكد من خلوه من أية ذخائر غير منفجرة أخرى، وتقديم الدعم اللازم للمصابين.
في ضوء هذه الحوادث المتكررة، جدد الدفاع المدني السوري تحذيراته للأهالي من خطورة التعامل مع أي نوع من مخلفات الحرب، مؤكدًا أن محاولات تفكيكها أو تجميعها لأغراض البيع تمثل تهديدًا مباشرًا على حياة الأفراد والمجتمع، حيث يمكن أن تنفجر في أية لحظة.
ودعت المنظمة إلى الإبلاغ الفوري عن أي جسم مشبوه أو ذخائر محتملة عبر القنوات الرسمية أو فرق الطوارئ، مؤكدة أن الوقاية تبدأ بالوعي، وأن هذه المخلفات ليست مصدر رزق بل "قنابل موقوتة" يمكن أن تحول لحظة إلى كارثة.
وتعدّ مخلفات الحرب من أكبر التحديات التي تواجه السكان في العديد من المناطق السورية، خاصة في الأرياف والمدن التي كانت مسرحًا للعمليات العسكرية خلال السنوات الماضية. وتشمل هذه المخلفات أنواعًا مختلفة من الذخائر غير المنفجرة، كالقذائف والصواريخ والألغام الأرضية، والتي تظل قابلة للانفجار حتى بعد مرور سنوات على انتهاء المعارك.
بحسب تقارير منظمات حقوقية وإنسانية، فقد تسببت مخلفات الحرب في مقتل وإصابة آلاف المدنيين منذ عام 2011، بينهم عدد كبير من الأطفال، الذين غالبًا ما يقتربون من هذه الأجسام بدافع الفضول أو خلال لعبهم في الأراضي الزراعية والمناطق المفتوحة.
وتواجه فرق إزالة الألغام، وعلى رأسها الدفاع المدني السوري، صعوبات كبيرة في الوصول إلى كافة المناطق الملوثة بهذه المخلفات لأسباب عديدة بالإضافة إلى وجود مناطق لا تزال تصنّف كخطوط تماس أو غير آمنة بالكامل.


