اكتشفت قوى الأمن الداخلي، الاثنين، سجناً سرياً تحت الأرض شمال قرية بويضة السلمية، في منطقة المخرم بريف حمص الشرقي، كان يُستخدم من قبل نظام الأسد خلال السنوات السابقة لاحتجاز المدنيين.
ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصادرها أن مديرية الأمن الداخلي في محافظة حمص نفذت عملية تفتيش قبل نحو عشرة أيام ضمن حملة بحث موسّعة عن مواقع استخدمها النظام السابق لأغراض غير قانونية، حيث قادت التحقيقات إلى الموقع الذي تبيّن أنه مجهّز لاحتجاز أشخاص في ظروف غير إنسانية.
وبيّن معاون مدير منطقة المخرم، عمر الموسى، أن السجن عبارة عن مخبأ تحت الأرض مُحكم الإغلاق بباب حديدي، عُثر بداخله على فرش إسفنجية وأغطية صوفية وأدوات تعذيب، شملت عصيًّا وحبالًا. كما وُجدت فيه كتب ومطبوعات كانت تُستخدم في تعبئة الميليشيات التابعة للنظام المخلوع.
وأوضح الموسى أن السجن يتصل بنفق يصل عمقه إلى خمسة أمتار ويمتد بطول أربعين مترًا، مما يدل على تصميمه لإخفاء محتجزين لفترات طويلة بعيدًا عن أعين الرقابة والقانون.
وأكّد أن قوى الأمن الداخلي تواصل تمشيط المنطقة والتوسع في التحقيقات، مشيرًا إلى أن الجهات الأمنية لن تتهاون في الكشف عن أي مواقع مماثلة استخدمت لانتهاك حقوق المواطنين، وستعمل على تأمين الاستقرار ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم السابقة.
أعادت هذه الحادثة تسليط الضوء على ملف السجون التي استخدمها النظام المخلوع خلال سنوات النزاع، خاصة بعد الضجة التي أثارها تقرير وثائقي وشهادات ناجين من سجن صيدنايا سيء الصيت. نُشرت بعد الثامن من كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، والتي وثّقت أنماطًا ممنهجة من الانتهاكات.
وسبق أن عثرت قوى الأمن الداخلي في محافظة حمص، بتاريخ 24 أيلول الماضي، على سجن مماثل تحت الأرض في منطقة زراعية قرب قرية أبو حكفة بالريف الشمالي الشرقي، وتبيّن أنه استُخدم أيضاً من قبل نظام الأسد لاحتجاز المدنيين.


