هاشتاغ - متابعة
ذكرت مصادر في مستشارية الأمن القومي العراقي، أن بغداد دخلت على خط الجهود للتوسّط بين الحكومة السورية وقيادة قوات "قسد" الكردية، التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا.
وبحسب المعلومات، تتولى مستشارية الأمن القومي وجهاز المخابرات العراقي إدارة هذه الوساطة.
ووفقا لما نقله موقع " مونت كارلو"، أمس، كشفت مصادر مطلعة في بغداد أن محادثات جرت بالفعل بين الجانب العراقي وقيادة "قسد" في السليمانية منتصف الأسبوع الماضي، وهي مدينة تخضع لنفوذ زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع قائد "قسد"، مظلوم عبدي.
وأعقب ذلك اجتماع آخر ضم ممثلين عن الجانب العراقي ووفدا من وزارة الدفاع والمخابرات السورية إلى جانب قيادات من "قسد". وتركزت الوساطة على ملفين أساسيين:
· دمج قوات "قسد" في الجيش السوري الجديد، بالاستفادة من تجربة العراق السابقة في دمج القوات الكردية ضمن الجيش العراقي
· التوصل إلى اتفاق نفط بين دمشق و"قسد"، يسمح بتسليم منشآت النفط في شمال شرق سوريا، الخاضعة حاليا لسيطرة "قسد"، إلى سلطة الحكومة السورية، وهو ملف في غاية الأهمية بالنسبة لدمشق
أي تسوية ناجحة بين دمشق و"قسد" قد تفتح الباب لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في سوريا والعراق
دوافع بغداد
ووفقا للمصادر، فإن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، يسعى عبر هذه الوساطة، لاستثمار نجاحه قبل أكثر من ثلاثة أسابيع في التوصل إلى اتفاق وُصف بالتاريخي مع حكومة إقليم كردستان شمال العراق، يقضي بسيطرة الحكومة المركزية على إيرادات النفط في المناطق الكردية، ونقل "النموذج العراقي الكردي" إلى الساحة السورية.
كذلك، يسعى السوداني إلى استعادة الدور الإقليمي للعراق في تسوية النزاعات عبر هذه الوساطة.
وأشارت المصادر إلى الاتفاق العراقي – التركي الذي أعلن قبل نحو أسبوع، والذي ينص في جوهره على "تسوية المشاكل الإقليمية"، حيث تترجم بغداد ذلك من خلال السعي للتوسط بين دمشق و"قسد".
وأشارت المصادر إلى وجود قناعة لدى رئيس الوزراء العراقي، والمخابرات ومستشارية الأمن القومي العراقي وأيضا وزارة الخارجية أن استقرار سوريا مفيد جدا ويصب في مصلحة العراق وعدم استقرار سوريا واندلاع نزاع مسلح بين دمشق وقوات "قسد" سيؤدي إلى انقسامات خطيرة، والأكراد أكيد سيصطفون إلى جانب "قسد" في أي نزاع مسلح مع دمشق. والعراق يسعى لتجنب هذا السيناريو.
ولفتت المصادر إلى أن أي تسوية ناجحة بين دمشق و"قسد" قد تفتح الباب لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في سوريا والعراق بشكل نهائي، وهو هدف استراتيجي مهم لبغداد.
المفاوضات بين دمشق و"قسد"
يذكر أن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، دعا "قسد" إلى شراكة سريعة معها لضمان وحدة البلاد وإنهاء معاناة المدنيين، وفق تعبيره.
وقال وزير الخارجية السوري، السبت الفائت، إن غياب قوات سوريا الديمقراطية، عن مؤسسات الدولة "يؤدي إلى تعميق الشرخ والانقسام".
وبيّن أن "الرئيس أحمد الشرع حريص على أن تكون قوات سوريا الديمقراطية جزءاً أساسياً من مستقبل سوريا".
من جهته، عضو القيادة العامة لـ"قسد" وعضو اللجنة العسكرية للتفاوض مع دمشق، سيبان حمو، قال في مقابلة مع المركز الإعلامي لـ قوات سوريا الديمقراطية، نشرت السبت: "قوات (قسد) مستعدة للانضمام إلى الجيش السوري الجديد المزمع تشكيله، شرط أن يتم الدمج على أسس تحترم هوية (قسد) ونضالها وتضحياتها، وتحفظ حقوق جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء".
وشدد حمو على أن "الخطوات المقبلة لحكومة دمشق هي التي ستحدد ما إذا كانت عملية الدمج ستتسارع أو تتباطأ أو ربما تتجمد".
إلى ذلك، كشف الباحث والمحلل السياسي المقرب من الحكومة السورية، بسام سليمان، لـ صحيفة "الشرق الأوسط" عن وجود "خلاف تيارات داخل (قسد)".
وقال: "هناك تيارات متصلبة تجاه الدولة السورية ولديها حالة عدائية لا تؤمن معها بالدولة السورية"، لافتا إلى أن "أخطر هذه التيارات قويت أوراقه خلال الشهرين الماضيين داخل سوريا" مع الإشارة إلى أن هذا التيار "مرتبط مع جهات خارجية"، وفق تعبيره.
وأوضح أن أجواء اللقاءات بين "قسد" والمسؤولين في دمشق على مستوى القيادات إيجابية وجيدة، ولكن في اجتماعات اللجان التقنية "هناك إغراق في التفاصيل"، ومع ذلك فإن مسار المفاوضات مستمر "طالما أنه يجنبنا السيناريو الذي لا يرغب فيه الجميع".
وأكد أن "قرار توحيد سوريا سيتم و(قسد) تدرك هذا"، وأضاف مستدركا أن "سوريا تريد حل هذا الملف، وطنيا، والمشكلة أن هذا الملف له أبعاد إقليمية عابرة للحدود".


