هاشتاغ
بحث

"دويلة داخل إدلب".. ما هي قصة اشتباكات "مخيم الفرنسيين" في سوريا؟

22/10/2025

"دويلة-داخل-إدلب"..-ما-هي-قصة-اشتباكات-"مخيم-الفرنسيين"-في-سوريا؟

شارك المقال

A
A

هاشتاغ - متابعة

 

تجدّدت صباح الأربعاء الاشتباكات العنيفة في بلدة حارم غربي إدلب، بين قوات الأمن التابعة لإدارة الأمن العام السورية و"كتيبة الغرباء" الجهادية بقيادة الفرنسي من أصول سنغالية عمر أومسين، عقب اقتحام "مخيم الفرنسيين" الذي يعدّ المعقل الرئيس للكتيبة.

 

وأشار تقارير صحفية إلى أن أحد الأسباب المرجحة وراء الاشتباكات، هو اختطاف طفلة تدعى ميمونة فرستاي، وهي فرنسية مسلمة تبلغ من العمر 11 عاما، جرى اختطافها وطلب المهاجرون الفرنسيون فدية مالية لقاء الإفراج عنها.

اتهم أومسين والدة الطفلة بأنها "شيعية كافرة" قبل الكشف عن مفاوضات مالية معها وهو ما اعتُبر دليلا على ابتزاز

مفاوضات مالية وابتزاز

قائد الأمن الداخلي في إدلب، العميد غسان باكير، أرجع سبب العملية في بيان نشر اليوم على معرفات وزراة الداخلية، إلى أنه “استجابة لشكاوى أهالي مخيم الفردان في ريف إدلب بشأن الانتهاكات الجسيمة التي تعرضوا لها، وآخرها خطف فتاة من والدتها على يد مجموعة مسلحة خارجة عن القانون بقيادة المدعو عمر ديابي (عمر أومسين قائد الجماعة)".

 

وشملت تدابير الداخلية، وفق باكير، تطويق المخيم بالكامل، وتثبيت نقاط مراقبة على أطرافه، ونشر فرق لتأمين المداخل والمخارج.

 

ووفق قائد الأمن الداخلي، عملت قيادة الأمن الداخلي إلى التفاوض مع المتزعم لتسليم نفسه طوعا للجهات المختصة، إلا أنه رفض، وتحصّن داخل المخيم، ومنع المدنيين من الخروج، وشرع بإطلاق النار واستفزاز عناصر الأمن وترويع الأهالي، ما يؤكد أنه يستخدم المدنيين كدروع بشرية، ويقع على عاتقه كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن أي تهديد لسلامتهم.

 

ونفت إدارة الأمن الداخلي وجود "حملة عامة ضد المهاجرين"، مؤكدة أن أكثر من 150 عائلة فرنسية تعيش في إدلب "بأمان ومن دون مضايقات".

 

وبحسب مصادر صحيفة "النهار" اللبنانية، اتهم أومسين والدة الطفلة بأنها "شيعية كافرة"، قبل أن يكشف تسجيل صوتي مسرّب عن مفاوضات مالية معها، وهو ما اعتُبر دليلا على ابتزاز.

أحمد الشرع تعهّد بحلّ قضية المقاتلين الفرنسيين وتسليم جهاديين إلى فرنسا

ما دور فرنسا؟

من جهته، مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، رامي عبد الرحمن، كشف أن رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، كان قد تعهّد في آيار/مايو الماضي بحلّ قضية المقاتلين الفرنسيين، وهي تتعلق بتسليم جهاديين إلى فرنسا.

 

وبحسب مدير المرصد السوري، "تحت ذريعة تحرير طفلة مختطفة، هاجم الأمن العام مخيم الفرنسيين في حارم، الذي يتزعمه عمر أومسن ويُعتبر بمثابة (دويلة) داخل إدلب"، على حد وصفه.

 

الأوضاع حاليا هادئة بعد تدخل الأوزبك وعدد من المقاتلين الأجانب لتهدئة التوتر داخل المخيم، خشية امتداد التصعيد إلى بقية الجهاديين الأجانب.

 

وأفادت مصادر محلية عن إعلان عدد من المقاتلين الأوزبك، انضمامهم إلى جانب "إخوتهم المهاجرين الفرنسيين" دفاعا عنهم.

 

من جهتها، أصدرت جماعة المهاجرين الفرنسيين في حارم "كتيبة الغرباء" بيانا ادعت فيه أن الحكومة السورية تنفذ خطة للقضاء على المهاجرين الأجانب بالتعاون مع الولايات المتحدة و"التحالف الدولي" بما فيه فرنسا وأنها بدأت بالمهاجرين الفرنسيين.

 

عمر أومسين، قائد " كتيبة الغرباء"، اتهم المخابرات الفرنسية بالتدبير للهجوم بالتعاون مع أجهزة أمن التابعة للحكومة السورية، وفق تعبيره.

 

ونفى أومسين في بيان مسجّل، نشر عبر معرّف الجماعة على "تلغرام"، تهمة اختطاف الطفلة، واصفا إياها بـ "المزاعم".

 

وقال: "لقد رأيتم الافتراءات التي ألصقت بنا في قصة الطفلة التي قيل إنها اختطفت والمرأة التي زعموا أنها عُذّبت وأُحرقت وضُربت داخل مخيمنا، وأننا صوفيون وسحرة، وأننا نسرق أموال جنودنا وغير ذلك من الأكاذيب التي نشرها الفرنسيون عبر أفراد تركوا جماعتنا".

 

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن جبريل، نجل أومسين، أن الاشتباكات مرتبطة بـ"رغبة فرنسا في تسلّم شخصين من المجموعة"، مؤكدا استمرار القتال منذ منتصف الليل.

 

وظهر جبريل في مقطع مصوّر، يقول إنه لاعب في نادي أميّة لكرة القدم بإدلب متحدثا عن تطويق المخيم من قبل الأمن الداخلي، وسط تصاعد التهديدات المتبادلة وخشية من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أوسع.

يدير أومسين "مخيم الفرنسيين" بقبضة حديدية مع فرض تعليم ديني صارم خصوصا للفتيات

من هو عمر أومسين؟

انتقل أومسين من مدينة نيس الفرنسية إلى سوريا عام 2013، والتحق بالجماعات الجهادية قبل أن يقود "كتيبة الغرباء" التي تضم مقاتلين فرنسيين. تُصنّفه الولايات المتحدة ودول أخرى كـ "إرهابي عالمي"، وتتهمه فرنسا بتجنيد 80% من الجهاديين الناطقين بالفرنسية الذين غادروا إلى سوريا والعراق.

 

قاتل ضمن "هيئة تحرير الشام" ثم أعلن استقلال كتيبته، وشارك في معارك ضد قوات النظام السوري السابق شمال اللاذقية، قبل تداول أنباء عن التحاقه بتنظيم "حرّاس الدين" الذي فككته "الهيئة" لاحقا.

 

وفي أيلول/سبتمبر 2020 اعتُقل أومسين لأكثر من 17 شهرا في سجون الهيئة قبل إطلاق سراحه، وفق التلفزيون السوري.

 

ووفقا لتقارير صحفية، يدير أومسين حاليا "مخيم الفرنسيين" الذي يضم نحو 100 شخص، بقبضة حديدية، مع فرض تعليم ديني صارم، خصوصا للفتيات.

التعليقات

الصنف

سياسة

منشور حديثاً

الأكثر قراءة

تابعنا

مقالات ذات صلة

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025