تواصل أفواج الهندسة في الجيش العربي السوري تنفيذ المرحلة الرابعة من حملة إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة في مدينة تدمر ومرافقها الحيوية بريف حمص الشرقي، في إطار الجهود الرامية إلى تأمين المدينة بشكل كامل وإعادة الحياة الطبيعية إليها.
وأوضح قائد أحد الأفواج الهندسية في الجيش، العقيد عمر عبد الكريم إسماعيل، في تصريح صحفي، أن فرق الهندسة تعمل حالياً على إزالة الألغام المزروعة ضمن مقر فوج إطفاء تدمر، مشيراً إلى أنه تم حتى الآن تفكيك وإزالة أكثر من أربعة آلاف لغم من مختلف الأنواع والأحجام، بحسب وكالة "سانا".
وأكد إسماعيل أن عمليات التطهير مستمرة بوتيرة عالية حتى الانتهاء من إزالة جميع الألغام في المدينة ومحيطها، لتصبح تدمر خالية من المخاطر وآمنة لعودة الأهالي واستئناف الأنشطة المدنية والخدمية.
وتعرضت مدينة تدمر الأثرية خلال السنوات الماضية لأضرار كبيرة، حيث تم زرع كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة في الأحياء السكنية والمواقع الأثرية والمرافق العامة، ما أعاق عودة السكان وجهود إعادة الإعمار.
وتندرج هذه الأعمال ضمن خطة شاملة تنفذها فرق الهندسة في الجيش السوري لإزالة الألغام من المناطق التي شهدت أعمالاً عسكرية سابقاً، في إطار حرص الدولة على تأمين المناطق المحررة وإعادة الاستقرار إليها.
وفي منتصف أيلول/سبتمبر 2025م، أعلنت وزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية عن تفكيك أكثر من خمسة آلاف لغم مضاد للدروع والأفراد في مناطق الشمال الشرقي من سوريا، مشيرة إلى أن معظمها من الألغام الفردية شديدة الخطورة.
وشملت عمليات الإزالة حينها الطريق الواصل بين دير الزور والميادين، وحقولاً في البوكمال ومناطق في بادية الميادين والعشارة. وأكدت الجهات المختصة أن العمل جارٍ على تطهير حقول البادية بشكل كامل لتأمين الأراضي وتسهيل عودة السكان بأمان.
كما عقد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث في الحكومة الانتقالية، رائد الصالح، اجتماعاً مع المدير الإقليمي لمنظمة إزالة الألغام في الشرق الأوسط، جيمس كوان، لبحث التعاون في إنشاء المركز الوطني لمكافحة الألغام، الذي يهدف إلى تنسيق الجهود المحلية والدولية في هذا المجال.
ويعد ملف الألغام ومخلفات الحرب من أبرز التحديات التي تواجه المناطق المتضررة في سوريا، إذ تسجَّل حوادث انفجار شبه يومية بين المدنيين، ما يجعل من حملات الإزالة والتطهير أولوية مستمرة على المستويين الوطني والإنساني.


