أكدت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا رفضها الدعوات المطالِبة بحلّ نفسها، مشددة على أن وجودها "تاريخي ومتجذر في المجتمع السوري"، وأنها "جزء من الحياة السياسية والاجتماعية" في البلاد.
وقال الناطق الإعلامي باسم الجماعة، سعد الخطيب، في مقابلة مع جريدة "المدن" اللبنانية، إن الجماعة "ليست جسماً طارئاً بل كيان يمتد تاريخه لأكثر من ثمانين عاماً"، مضيفاً: "السؤال الذي يجب أن يُطرح هو: لمصلحة من ستحل الجماعة نفسها؟".
وأوضح الخطيب أن الجماعة "ستواصل دورها في بناء سوريا الجديدة، بعد عقود من مواجهة النظام السابق وسياساته القمعية".
وردّاً على ما تردد بشأن ضغوط إقليمية لعدم منح الجماعة حرية النشاط السياسي في سوريا، نفى الخطيب تلقي أي معلومات بهذا الخصوص، مؤكداً أن "الدولة السورية حريصة على جميع مكونات الشعب ولن تستجيب لأي مطالب خارجية تمسّ حق السوريين في المشاركة السياسية".
وفي ما يتعلق بالمشهد العام، اعتبر الخطيب أن سوريا "ما زالت تواجه تحديات كبيرة في مرحلة ما بعد الصراع"، لكنه أشار إلى أن "الجهود الحكومية والشعبية تتكامل لإصلاح ما خلّفه النظام السابق على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية"، مؤكداً أهمية "تضافر الجهود الوطنية لتجاوز آثار الحرب وبناء الدولة الحديثة".
وجاءت تصريحات الخطيب عقب إعلان الجماعة عن وثيقة جديدة بعنوان "العيش المشترك في سوريا"، تضمنت رؤيتها لمستقبل البلاد القائم على "الديمقراطية والتعددية السياسية وتداول السلطة سلمياً عبر صناديق الاقتراع".
وأوضح أن الوثيقة "تعبر عن المبادئ السياسية التي تؤمن بها الجماعة وتدعو إليها"، مبيناً أن إصدارها في هذا التوقيت "يأتي استجابة للتحديات التي تواجه البلاد، بما في ذلك مخاطر الانقسام والتهديد بالتقسيم"، مؤكداً أن الجماعة "تسعى لتعزيز وحدة الصف الوطني والمساهمة في بناء سوريا الجديدة على أسس المواطنة والعدالة".
واختتم الخطيب بالقول إن الجماعة "قدمت تضحيات كبيرة خلال الثورة السورية، وتواصل اليوم جهودها في إعادة الإعمار والمساعدة في مختلف المجالات"، معتبراً ذلك "واجباً وطنياً تشارك فيه جميع القوى السورية الساعية لإعادة بناء الوطن".


