أعلنت الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية في سوريا، اليوم الثلاثاء، أن وفداً برئاسة رئيس الهيئة، عبد الباسط عبد اللطيف، أجرى زيارة رسمية إلى جمهورية رواندا، لبحث سبل التعاون المشترك بين البلدين في إطار العدالة الانتقالية والاستفادة من الخبرات الناجحة الدولية في مجالات المصالحة وبناء السلام، لتطوير نموذج وطني للعدالة الانتقالية.
وبحسب وكالة الأنباء السورية، شملت الزيارة سلسلة من اللقاءات الرسمية في العاصمة الرواندية، كيغالي، مع عدد من المؤسسات الرواندية المعنية بالعدالة والمصالحة الوطنية.
والتقى الوفد خلال الزيارة مع منظمة رواندا كوبريشن (Rwanda Cooperation)، إذ تم بحث سبل التعاون وتبادل الخبرات بين الجانبين في مجالات العدالة الانتقالية وإعادة بناء النسيج الاجتماعي.
وعقد الوفد اجتماعاً مع مسؤولي وزارة المصالحة الوطنية والاندماج المجتمعي الرواندية، جرى خلاله استعراض التجربة الرواندية في تجاوز آثار الإبادة الجماعية من خلال الحوار والمساءلة والمغفرة، باعتبارها ركائز لتحقيق العدالة وبناء الثقة المجتمعية.
وفي سياق الزيارة، اطّلع الوفد على تجربة منظمة أيغيس ترست (Aegis Trust)، العاملة في مجال توثيق الإبادة الجماعية ونشر ثقافة السلام، حيث تعرّف على آليات حفظ الذاكرة الوطنية وبرامج التوعية والتعليم التي تهدف إلى منع تكرار المآسي.
وأضافت الهيئة أن الوفد زار متحف الإبادة الجماعية في كيغالي، واطّلع على أساليب التوثيق والأرشفة الرقمية والمادية المستخدمة في صون الذاكرة الجماعية للضحايا.
وأكد عبد اللطيف أن الزيارة تأتي في إطار خطة الهيئة لتعزيز التعاون الدولي واستلهام الدروس من التجارب التي أسهمت في بناء مجتمعات متصالحة، مشيراً إلى أن التجربة الرواندية تمثل نموذجاً يمكن الاستفادة منه في دعم مسار العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية في سوريا.
وتجدد الهيئة التزامها بمواصلة العمل على بناء نموذج وطني يعزز مبادئ الحقيقة والعدالة والمساءلة، ويُرسّخ أسس السلم الأهلي وبناء السلام المستدام في سوريا.


