هاشتاغ - خاص
طالب عدد من المعلمين السوريين المجلس الأعلى للتربية والتعليم بتغيير توجه وزارة التربية، بإلغاء مادة التربية الوطنية من المناهج المدرسية، وإعادة النظر بالقرار نظراً لأهمية المادة في المناهج الدراسية، بعيداً عن السياسة ورموزها.
وقال عدد من المعلمين لـ "هاشتاغ": "إن إلغاء مادة التربية الوطنية يعني حرمان السياسة التعليمية من فرصة خلق أفكار في أذهان الطلاب تنهض بالمجتمع للعمل نحو التكافل والاندماج الفعال بين أبنائه، وهو ما يجب علينا السعي إليه في مرحلة الانتقال من نظام الاستبداد إلى نظام الحرية".
واعتبر المعلمون أن إلغاء المادة "كان نتيجة لموروث قديم ينظر إليها على أنها مادة أيديولوجية خلقها البعث لنشر أفكاره وتمجيد أصنامه - وهو في جزء منه صحيح - والأجدى كان إعادة صياغة بعض الفقرات لتتماشى مع إرادتنا في بناء ما تهدم".
وأضاف المعلمون: "مادة التربية الوطنية ليست متعلقة بمنهج دراسي يلقن للطلاب وحسب، بل هي تكوين ثقافي وسياسي واجتماعي متكامل يهدف إلى تعزيز الفكر والممارسة الوطنية لدى أبناء الجيل، على اعتبار أن الفكر والانتماء الوطني يجب أن يسمو فوق كل الأفكار الانتماءات الأخرى، وهو صلب ما تبحث فيه مادة التربية الوطنية في مختلف دول العالم".
وبحسب المعلمين فقد عمل النظام السابق على خلق شرخ متعمد بين أبناء المجتمع بهدف للحفاظ على عرشه المتهالك، قائلين: "ما زلنا نرى رواسب تلك الممارسات بين أبنائنا، وهنا تكمن الأهمية المتعاظمة لوجود منهج تعليمي تربوي يعيد بناء الانسان والمجتمع".
وأكد المعلمون لـ "هاشتاغ" أن التربية الوطنية بأي مسمى كانت هي أداتنا لإعادة بناء إنسان مؤمن بالوطن، محب لأبنائه، ساع إلى نهضته وعزته، على حد قولهم.
وأشار المعلمون إلى أن المادة التي ألغيت لا توجد فيها إلا إشارات بسيطة جداً للنظام السابق كان من الممكن تعديلها والغاء ما لا يعدل منها، لأن الهدف من هذه المادة هو توحيد الصف والتكافل الاجتماعي وخصوصاً بالمرحلة التاريخية التي تمر فيها سوريا.
وأوضح المعلمون أن هناك بعض الاختصاصيين في العلوم السياسية من داخل وخارج البلاد قاموا بتجهيز كتاب رسمي وعملوا عليه بالصيف لتعديل المنهاج إلا أن الكتاب أتى مع الرفض.
وتساءل المعلمون: من سيعلم الأجيال القادمة معنى انتخابات تشريعية وسلطة قضائية وسلطة تشريعية وغيرها، فهذه الأمور لن يتم تعليمها وتدريسها إلا من خلال التربية الوطنية التي تم إلغاؤها.
وفي التاسع من كانون الثاني، أصدرت وزارة التربية والتعليم السورية، قراراً قضى بحذف مادة التربية الوطنية كاملة من المناهج الدراسية مع توزيع درجاتها بالتساوي بين مادتَي التاريخ والجغرافيا وإلغاء درجتها في المرحلة الثانوية.


