هاشتاغ
بحث

الأمم المتحدة: الجولات المتكررة من العنف تهدد مسار إعادة إعمار سوريا

31/10/2025

الأمم-المتحدة-

شارك المقال

A
A

حذّر رئيس اللجنة المستقلة للتحقيق في سوريا التابعة للأمم المتحدة، باولو بينيرو، يوم الخميس من أن حوادث القتل الجماعي والتعذيب في سوريا ما بعد الأسد تُضعف التفاؤل المبكر بشأن قدرة الحكومة الانتقالية على إنهاء دوامة العنف المتجذرة في البلاد.


الهيئة التي تم تشكيلها عام 2011 من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لتقصي الحقائق والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان خلال الحرب في سوريا، مُنعت من دخول البلاد طيلة فترة الحرب، ولكن مع سقوط نظام بشار الأسد نهاية 2024 على يد ائتلاف من جماعات المعارضة بقيادة "هيئة تحرير الشام"، سمحت لها الحكومة الجديدة بالدخول إلى الأراضي السورية.

وفي آب (أغسطس) 2025، نشرت اللجنة تقريراً حول موجة العنف التي اجتاحت الساحل والوسط الغربي لسوريا منذ كانون الثاني (يناير) من هذا العام، وخلصت إلى ارتكاب أفعال قد ترقى إلى "جرائم حرب"، بما في ذلك القتل والتعذيب.

مجازر في اللاذقية ومناطق أخرى


وبحسب تقديرات اللجنة فقد وصل عدد قتلى أعمال العنف الطائفي في الساحل السوري نحو 1,400 شخص من رجال ونساء وأطفال في مجازر وقعت في محافظات اللاذقية وطرطوس وحماة، من بينهم ضحايا قُتلوا على أيدي عناصر من القوات الأمنية الحكومية.


وخلال تقديمه إحاطة محدثة أمام اللجنة الثالثة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، المعنية بحقوق الإنسان، يوم الخميس، أوضح بينيرو بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة، أن المحققين أجروا زيارات ميدانية إلى اللاذقية وطرطوس في حزيران (يونيو) الماضي، ومؤخراً إلى السويداء والمناطق المحيطة بها.


وبيّن رئيس اللجنة أن فريقه ما زال يتلقى تقارير عن "عمليات قتل خارج نطاق القانون"، و"التعذيب وسوء المعاملة"، و"التهجير القسري" لمدنيين من الطائفة "العلوية" في دمشق والمحافظات الغربية.

وفي السويداء، تم إخلاء أكثر من 30 قرية ذات أغلبية درزية بالكامل، ونهبت وأحرقت، والتقى محققو اللجنة بعائلات وشهود عيان رووا قصصاً مروعة عن "عمليات قتل وحشية" لأحبائهم الذين اقتيدوا من منازلهم، بحسب رئيس اللجنة.

تهيئة المسرح لمزيد من العنف

وأضاف بينيرو أن هناك "تزايداً في انعدام الثقة" بين "المجتمعات الدرزية والبدوية" من جهة، والحكومة الانتقالية من جهة أخرى، مؤكداً على ضرورة "محاسبة المسؤولين" عن أعمال القتل وضمان عدم تكرارها.


وحذّر قائلا: "تشعر اللجنة بقلق بالغ من أن المسرح مهيأ لمزيد من العنف إذا لم تُتخذ إجراءات سريعة." وأوضح أن "إعادة بناء الثقة" ستتطلب جهوداً مخلصة للحوار والاندماج وتحقيق العدالة لجميع الضحايا.

تصاعد العنف ضد النساء

كما أعرب الخبير الحقوقي المستقل المعيّن من قبل الأمم المتحدة عن قلق متزايد إزاء "العنف والتمييز ضد النساء"، مشيراً إلى تقارير متعددة تفيد باختطاف "نساء وفتيات" على يد مسلحين مجهولين، تعرّض بعضهن "لعنف جنسي وزواج قسري".


وأضاف: "في العديد من الحالات، ورغم إبلاغ السلطات المحلية عن حالات الاختفاء، أفادت العائلات بعدم اتخاذ أي إجراء للتحقيق أو المتابعة."

تحذير من التدخلات الخارجية

ودعا رئيس اللجنة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى "وقف تقدم إسرائيل في جنوب سوريا"، مشيراً إلى أن المدنيين هناك تعرضوا "للتهجير القسري والاعتقال التعسفي"، وأن "الضربات الجوية" تسببت في "خسائر بشرية بين المدنيين".


وأكد أن "تدخل أطراف ثالثة في النزاع يُعرّض البلاد لخطر اشتعال العنف مجدداً، ويزيد من معاناة الشعب السوري."

تخفيف العقوبات ودعم الإغاثة

وأشار بينيرو إلى أن الخطوات الأخيرة التي اتخذتها بعض الدول والاتحاد الأوروبي لتخفيف العقوبات على سوريا تعتبر "إيجابية ومُرحب بها"، داعياً الدول الأعضاء إلى "الاستمرار في دعم النداء الإنساني لعام 2025" الخاص بسوريا، والذي لم يُموّل حتى الآن سوى بنسبة 19% فقط.


كما دعا السلطات الانتقالية والدول الأعضاء إلى معالجة الأسباب الجذرية للعنف الأخير في سوريا بما في ذلك "خطاب الكراهية، ومنع تكرار الانتهاكات، وبناء الثقة بين الدولة والمجتمعات المتضررة من خلال محاسبة المسؤولين".

التعليقات

الصنف

سياسة

منشور حديثاً

الأكثر قراءة

تابعنا

مقالات ذات صلة

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025