هاشتاغ - متابعة
كشفت النتائج النهائية لانتخابات مجلس الشعب السوري عن فجوات تمثيل واسعة، تمثلت بضعف مشاركة النساء وغياب شبه كامل للمكوّنات المسيحية في المدن الكبرى، رغم تأكيد اللجنة العليا للانتخابات أن العملية جرت بـ"مستوى عالٍ من النزاهة".
وأعلنت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري أسماء القوائم النهائية للناجحين في الانتخابات، والبالغ عددهم 119 عضواً، مؤكدة أن العملية الانتخابية تميّزت بـ"مستوى عالٍ من النزاهة"، رغم عدم إجرائها في ثلاث محافظات رئيسية.
وأوضح المتحدث باسم اللجنة العليا، نوار نجمة، خلال مؤتمر صحفي عقد في العاصمة دمشق، أن النتائج المعلنة تعتبر نهائية وغير قابلة للطعن، مشيراً إلى أن الطعون ستُقدّم على العملية الانتخابية نفسها وليس على الأعضاء الفائزين، مؤكداً في الوقت ذاته أن اللجنة حرصت على تجنّب أي محاصصة في عملية الاختيار.
وقال نجمة إن القوى التي تسيطر على محافظات الحسكة والرقة والسويداء هي التي حالت دون إجراء الانتخابات هناك، لافتاً إلى أن اللجنة ستعقد اجتماعاً يوم الثلاثاء المقبل لبحث إمكانية تنظيم الانتخابات في هذه المحافظات.
وكشف أن الوقت المتوقع لإجراء الانتخابات في الحسكة والرقة مرتبط بالموعد المتوقع لتنفيذ اتفاق 10 آذار/مارس بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وأضاف: "حرصنا على تمثيل المسيحيين والنساء بالهيئات الناخبة، إلا أن هذا لم ينعكس في نتائج الانتخابات"، وفق تعبيره.
وتعوّل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري على حصة رئيس الجمهورية في تعيين 70 نائباً، لسد الفجوات الكبيرة التي كشفتها النتائج الأولية للانتخابات من جهة تمثيل المرأة الذي لم يتجاوز 3% من أصل 20% حددها الإعلان الدستوري، وأيضاً من جهة سدّ ثغرات شبه غياب للمكونات السورية المتعددة، مع غياب كامل للمسيحيين في المدن الكبرى: دمشق، وحلب، وحمص، وحماة، بحسب نجمة.
ثلث الرئيس وُجدت لمواجهة المشكلات في تمثيل فئات معينة
غياب المكوّنات!
أشار المتحدث إلى أن الرئيس أحمد الشرع يملك كامل الحرية في تعيين ثلث أعضاء مجلس الشعب، سواء من أعضاء الهيئة الناخبة أو من خارجها، في إطار الصلاحيات الدستورية الممنوحة له، مؤكداً أن ذلك يأتي "ضمن حرص الرئاسة على تحقيق التوازن داخل المجلس".
وأكد نجمة أن الرئيس الشرع سيكون حريصاً على ترميم كل الثغرات بالثلث الثالث، مبيّناً أن آلية "ثلث الرئيس" وُجدت لمواجهة هذا النوع من المشكلات في تمثيل فئات معينة، وفق تعبيره.
وحول أسباب شبه غياب للمسيحيين عن نتائج الانتخابات، ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" نقلاً عن مصادر محلية في حي القصاع الدمشقي ذي الأكثرية المسيحية، أن المسيحيين لم يُظهروا اهتماماً كبيراً بالانتخابات، باستثناء قلة قليلة ليست لديها الخبرة لخوض هذه التجربة، سواء من حيث إنشاء تكتلات أو الدخول في تحالفات.
وأوضحت المصادر للصحيفة أن أعداد المسيحيين تقلّصت خلال السنوات الماضية ولا تزال تتقلص مع كل حادث أمني يستهدفهم، ما انعكس سلباً على قدرتهم على التنظيم والمشاركة السياسية.
غاب المكون المسيحي في مدن دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية ودرعا
تمثيل نسائي ضعيف
وخلت مقاعد حلب ودمشق من النساء، بينما وصلت امرأة واحدة في مدينة حمص وأخرى في مدينة حماة، وثالثة في عفرين (ذات الأغلبية الكردية) بريف حلب، وثلاث سيدات في محافظتي طرطوس واللاذقية.
كما غاب المكون المسيحي في مدن دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية ودرعا، لتصل سيدة مسيحية من صافيتا بمحافظة طرطوس إلى المجلس، ورجل من مصياف من الطائفة الإسماعيلية في ريف حماة، وسيدة من محافظة طرطوس من الطائفة نفسها، وثلاثة علويين في محافظتي طرطوس واللاذقية الساحليتين.
تفاصيل العملية الانتخابية
تنافس 1578 مرشحاً على 140 مقعداً موزعة على خمسين دائرة انتخابية، وسيُعيّن رئيس الجمهورية الثلث المتبقي من أصل 210 مقاعد، وفق ما نص عليه الإعلان الدستوري.
وجرت الانتخابات، أمس الأحد، في 50 دائرة انتخابية من أصل 62، وتم تأجيل البقية في 12 دائرة انتخابية تتوزع على محافظات الرقة والحسكة والسويداء، بسبب الظروف السياسية والأمنية.
وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات، محمد طه الأحمد، في تصريحات لقناة "الإخبارية" السورية الرسمية، إن اللجنة العليا ستعقد اجتماعاً يوم الثلاثاء لوضع آلية لإجراء الانتخابات في الـ12 دائرة الانتخابية المتبقية.
وكشف عن وجود خطة "لملء الفراغ"، مؤكداً رغبة اللجنة في أن تضم الجلسة الأولى لمجلس الشعب جميع مكونات الشعب السوري.
ومن المنتظر أن يعيّن الشرع خلال الأسبوع المقبل 70 عضواً في مجلس الشعب السوري، تمهيداً لعقد الجلسة الافتتاحية للمجلس الجديد منتصف الشهر الجاري، لانتخاب رئاسة المجلس والمكتب الدائم.


