هاشتاغ - متابعة
"لأنه درزي" هذه العبارة كتبت تبريراً للتعرض للطالب، ريبال بركة، والمنحدر من بلدة عرنة في جبل الشيخ، وهو أحد طلاب "جامعة الجزيرة الخاصة" الواقعة على أتوستراد درعا بالجنوب السوري، وذلك من قبل "زملائه" و"شركائه" بالدراسة في الجامعة المذكورة. فتداولت مواقع التواصل الاجتماعي محادثة عبر تطبيق "واتساب"، لعدد من الطلاب المذكورين يؤكدون سبب ضربه المبرح وما آل من إصابات بعضها خطيرة، فقط، "لأنه درزي".
وفي التفاصيل، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في الساعات القليلة الماضية، فيديو مسجل يوثق التعرض بالضرب المبرح لأحد طلاب "جامعة الجزيرة الخاصة" أمام مدخلها، على أتوستراد درعا.
لانتمائه الطائفي
وظهر في الفيديو حشداً من طلاب الجامعة المذكورة، يتهجمون على الطالب، ريبال بركة، والمنحدر من بلدة عرنة في جبل الشيخ، ذو الغالبية الدرزية.
وتبين لاحقاً، أن سبب الاعتداء والتهجم، فقط لأنه ينتمي لطائفة الموحدين الدروز، بحسب ما نشر، وذلك امتداد للأحداث الأخيرة التي شهدها الجنوب السوري منذ نيسان/أبريل الفائت.
وانتشرت صورة ملتقطة من محادثة خاصة لمجموعة من الطلاب على تطبيق "واتساب"، يهددون فيها الطلاب المنتمين لطائفة الموحدين الدروز بالعودة إلى الجامعات والدوام فيها بشكل علني ومباشر.
إيقاف للتسجيل مقابل حياته
وأقدم بركة عقب الشهر المذكور على إيقاف تسجيله الجامعي في كلية الهندسة المدنية بالجامعة نفسها، إثر المضايقات التي تعرض لها لانتمائه الطائفي، إلا أنه "قرّر هذا الفصل استئناف دراسته بعد تواصله مع إدارة الجامعة، والتي طمأنته الأخيرة وقدّمت له تعهداً بعدم تعرضه لأي مضايقات"، بحسب موقع "السويداء 24" المحلي.
ونقل الموقع عن مصادر مقربة من بركة، أنه بدأ الدوام منذ ثلاثة أيام فقط، مشيراً إلى أنه تعرض خلالها لمضايقات ومحاولة استدراجه للوقوع في مشكلة مع بعض الطلاب بالجامعة.
تقديم شكوى "رسمية"
وأضاف الموقع أن بركة "راجع الإدارة التي أكدت له أنه بأمان ورافقه أحد عناصر الأمن الجامعي أثناء مغادرته للجامعة عقب تقديمه للشكوى.
وبينت المصادر أن مجموعة من الطلاب في الجامعة نفسها، وكما ظهر في الفيديو، انهالوا عليه ضرباً فور اقترابه من الباص، مستخدمين أدوات حادة مع التلفظ بإساءات وعبارات طائفية مباشرة، مما تسبب بإصابته بجروح وإصابات متفاوتة.
لولا الدماء لاعتقل المُعتدى عليه
وكشفت مصادر مطلعة للموقع "أن دورية للأمن العام لحقت بالباص وأنزلته على الطريق في محاولة لاعتقاله، متهمةً إياه بدايةً بأنه وجه شتائم دينية داخل الجامعة، لكن أحد عناصرها لاحظ الدماء على رأسه، فاستفسر منه، ليكتشف أنه هو الضحية"، بحسب ما نشر.
حصراً في درعا
وأشارت المصادر إلى "أن عناصر الدورية اعتذروا منه، وطلبوا منه تقديم شكوى رسمية ضد المعتدين في قسم الأمن الداخلي في قسم الصنمين بريف درعا حصراً، رغم بعد المسافة، ما دفعه للانصراف دون تسجيل شكوى" بعد ما تعرض إليه من اعتداء مباشر، وفق ما ذكره الموقع.
بيان فضفاض
وأصدرت جامعة الجزيرة الخاصة، في وقت لاحق، بياناً تستنكر فيه ما حدث مع بركة أمام مدخل الجامعة، قائلة: "إن الجامعة ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المعتدين".
وجاء في بيانها: "بعد تداول بعض صفحات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه اعتداء على أحد الطلبة أمام مدخل الجامعة، فإنّ "جامعة الجزيرة الخاصة" تدين هذا الاعتداء وما تبعه من تعليقات مسيئة ومحرّضة على وسائل التواصل الاجتماعي
وتعبر عن رفضها لهذا التصرّف جملة وتفصيلاً، وتؤكّد أنّ الحادث الذي وقع خارج الحرم الجامعي، حادث مؤسف لا يعكس أخلاق الشباب السوري الواعي"، بحسب ما نشر.
وأضافت: "في الوقت نفسه تهيب بطلبتنا الابتعاد عن خطاب الكراهية، وكل ما يمكن أن يهدّد السلم الأهلي، ونبذ التجييش على أسس طائفية أو مناطقية، للحفاظ على كل ما يخدم بناء دولة المواطنة والعدالة والمساواة، وتؤكّد الجامعة أيضاً على أنّ الشبّان الذين قاموا بالاعتداء سيقدّمون إلى لجنة الانضباط المعنية لينالوا جزاءهم وفق القوانين والأنظمة المرعية".
وجددت الجامعة في قولها: "تلتزم الإدارة بضرورة استعادة الثقة فيما بين أبنائنا الطلبة لنبني معا وطننا وبلدنا سورية"، وفق البيان، إلا أنه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لم تصدر أي تعليق حول الحادثة.
بالعودة إلى نيسان
وتعرض أبناء الطائفة الدرزية من طلاب الجامعات، في الأشهر القليلة السابقة، لتجييش طائفي وهجوم مباشر في بعض الجامعات أبرزها جامعتي حمص وحلب، إذ تعرض أحد الطلبة في جامعة حلب لطعن بالسكين وسط حرم المدينة الجامعية، وفق تصريحه لـ"هاشتاغ" آنذاك، بالإضافة إلى اندلاع مظاهرات في مختلف الساحات الجامعية ضد الدروز والطلبة منهم، منذ نيسان/أبريل الفائت، وانتشار التسجيل الصوتي المفبرك آنذاك.
حقد طائفي
وعلى الرغم من عدم استطاعة طلاب محافظة السويداء، بالغالبية العظمى، من تقديم امتحاناتهم الجامعية على خلفية ما تعرضت له المحافظة جراء اقتحام قوات وزارتي الدفاع والداخلية في الحكومة الانتقالية والفصائل المسلحة التابعة لهما، لم تتوقف التعليقات الطائفية والتجييش على مواقع التواصل ضدهم، علناً. دون الأخذ بالحسبان قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بفصل أي طالب وإحالته للقضاء المختص أصولاً، إذا ما ثبت تورطه، إلا أنه الواقع يعكس المُغاير بتاتاً.


