أكد رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، مساء اليوم الأربعاء، أن سوريا لا يمكن إدارتها بطريقة مركزية، منبها إلى أن البلاد أمام فرصة أخيرة لبداية مرحلة جديدة مشيرا إلى أنه "على الكورد التوجه إلى دمشق بأسرع وقت وفتح مكتب هناك".
وقال بارزاني في جلسة حوار خلال ملتقى الشرق الأوسط (ميري)، المنعقد في مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان، إن "هناك نقطة مهمة، ونرى أنها نقطة خلافية حتى مع دمشق. نحن نرى أنه لا يمكن إدارة الدولة السورية بطريقة مركزية".
وكشف: "تحدثت عن هذه المسألة بشكل شخصي مع أحمد الشرع، سوريا ليست مكونة من مكون واحد، بل هي مجموعة مكونات تتكون من العرب والمسيحيين والكورد وغيرهم".
وتابع: "عندما يأتي أحد ويقول: أريد أن أدير هذه الدولة بطريقة مركزية وأن يتم تطبيق رؤية بشار الأسد في هذه المسألة، نحن لا نرى أن هذا الأمر مناسب. وقد قلت هذا الكلام لأحمد الشرع، ولكن في نفس الوقت، يجب أن نمنح فرصة للإدارة الحالية لنرى إلى أين سيأخذون الدولة السورية".
وأكمل بارزاني: "برأيي، الطرفان على حق. ولكن كلامنا كان موجها إلى الإخوة الكورد في سوريا، وكانت نصيحتنا أن يذهبوا إلى دمشق بأسرع وقت، يفتحوا مكتبا في دمشق، ويحسبوا أنفسهم كأصحاب المنزل، ويشاركوا في العملية السياسية في سوريا".
وأضاف: "من الناحية الواقعية، ما يحصل في سوريا، أرى أن هذه آخر فرصة لها. ونحن أيضا نرى أن دورنا في المجتمع الدولي يجب أن يكون كيف نساعد هذه القوى على أخذ الدولة السورية إلى مرحلة جديدة، ونحن لا ننظر إليها كخطر، بل نتمنى تحسن الأوضاع في سوريا".
وأشار إلى أن "شعب سوريا عانى كثيرا، ويستحق حياة أفضل بكل المعايير".
وأشار إلى أنه "لا أعلم ماذا ينتظر الكورد في سوريا، وأرى أن أفضل حل هو الاتفاق مع سوريا والاتفاق مع دمشق".
وتابع: "أعتقد أنهم قالوا إنه يجب أن ينضموا إلى الجيش السوري، وأرى أن هذه المسألة خاطئة وغير مقبولة، ولكن يمكن إيجاد حل وسط حول هذه المسألة"، مبينا: "أتذكر أنه في 2003، كانت أكبر مشكلة لدينا مع الولايات المتحدة أنهم كانوا يطلبون منا تغيير اسم قوات البيشمركة".
وشدد على أن "علاقتنا مع الكورد في سوريا تواجه أحيانا نوعا من البرود، وفي أحيان أخرى تتحسن، ولكننا في المبادئ نلتقي، مثلما يلتقي الحزب الديمقراطي مع الاتحاد الوطني في المبادئ".
وختم قائلا: "مرحلة الحرب هي مرحلة خرجت من الثقافة الكوردية بالأساس، ودورنا كان دورا مساعدا. ونحن قلنا إنه يمكنكم إدارة أموركم، ولا يمكن لحزب العمال الكوردستاني أن يتدخل في مسائلكم. ويجب على حزب العمال أن يترك الكورد في سوريا ولا يتدخل، وإذا تدخل فلن تُحل المشاكل في سوريا".


