اعتبر محافظ السويداء مصطفى البكور أن تدهور الخدمات في المحافظة يرجع إلى مواقف" داخلية وغياب قنوات التواصل الرسمية مع الحكومة في دمشق."
وقال البكور خلال لقاء جمعه بعدد من الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام، في 8 من تشرين الأول / أكتوبر إن "الدولة جاهزة لتقديم الموارد والخدمات، لكن هناك جهات تمنع ذلك وتصر على التعامل خارج الأطر القانونية”.
وكشف البكور أن التطورات الأخيرة دفعت السويداء إلى اتخاذ “مواقف خاصة” تسببت في عزلها عن مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن بعض الجهات سمحت لـ“دول مثل إسرائيل وأمريكا بالتحدث باسمها في المحافل الدولية”، ما فاقم من تعقيد الوضع، نقلاً عن موقع "عنب بلدي".
وتابع البكور، أن كل من حاول التواصل مع الحكومة “تعرّض للتهديد”، ما دفع السلطات إلى التريث حتى بدأت بعض الشخصيات المحلية بالانفتاح مجددًا على الحوار.
وقال البكور في تصريحاته : إن الحكومة أبدت استعدادها لتأمين المحروقات “بكميات كبيرة”، بشرط إجراء الرصد المالي في دمشق، وهو ما ترفضه “الجهات المسيطرة على المحافظة” التي تصر على إبقاء الأموال داخل مصرف السويداء “الخاضع لسيطرة فصائل مسلحة”، بحسب قوله، مضيفاً أنه تم الاستيلاء على نحو 20 مليار ليرة سورية ومليون دولار من بنك السويداء، دون رقابة أو تقارير رسمية.
وأشار البكور إلى أن هذا الوضع حال دون صرف الرواتب أو ضخ الأموال الحكومية مباشرة، لافتاً إلى أن الحكومة اقترحت إرسال الرواتب عبر “الهلال الأحمر” لتوزيعها على المديريات، إلا أن دوائر محلية رفضت بحجة “منع اللجنة غير القانونية والفصائل”، متمسكة بخطاب “نحن محاصرون”. على حد قوله.
وحول القمح، أكد محفاظ السويداء أن الحكومة أمنت كميات من القمح والطحين للمحافظة، إلا أن “غياب جهة رسمية لاستلامها” حال دون توزيعها بشكل منظم.
وأكد البكور أن مؤسسات الدولة لا تزال تعمل ضمن هيكلها الإداري في السويداء، رغم محدودية التواصل الخارجي، وأن الحكومة تواصل تأمين الأدوية والمستلزمات للمشافي، وتعمل على حلول مؤقتة لتسيير شؤون القرى الواقعة تحت سيطرة الدولة، لا سيما في الريف الغربي والشمالي والشرقي.
كما أعلن عن تفعيل مديريات الأمن في بلدتي الصورة والمزرعة، وإنشاء مكاتب لتسهيل معاملات المواطنين.
وفي قطاع التعليم بالمحافظة، بين البكور أنه تم نقل عدد من طلاب شهادة الثانوية إلى مراكز امتحانية في ريفي حماة واللاذقية بالتنسيق مع وزارة التربية، مع مرافقة أمنية لضمان سلامتهم.
واشار البكور إلى تقديم اقتراح إجراء امتحانات الشهادة في دمشق “تفاديًا لأي تهديدات”، بعد اقتحام مديرية التربية في السويداء واحتجاجات على استخدام شعار الوزارة.
وفي ملف المساعدات، اعتبر المحافظ أن هناك “حملات إعلامية تحاول تصوير السويداء وكأنها منبوذة”، معلنًا عن إطلاق حملة تحت عنوان “السويداء منا وفينا” بمشاركة شباب من مختلف المحافظات السورية.
وتهدف الحملة إلى “إعادة النسيج الوطني وتحسين البنى التحتية” في الريف الغربي والشمالي، بحسبمحافظ السويداء.
وستذهب تبرعات الحملة إلى ترميم آبار مياه، وتأهيل 50 مدرسة، و35 مسجدًا، و50 دار عبادة للطائفة الدرزية، و15 كنيسة، إضافة إلى تجهيز 20 ألف منزل و40 بلدية ومراكز ثقافية وشوارع وإنارة وكهرباء، إلى جانب تجهيز محطة “سميع” التي تغذي الريف الغربي والشمالي، بحسب محافظ السويداء.
