كشف مركز الاستعراف في دمشق عن وجود عشرات الجثامين المدفونة في مقابر جماعية بعدد من المناطق السورية، يُعتقد أن بعضها يعود لأشخاص فُقدوا عقب الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء منتصف تموز الماضي.
ووفقاً لمصادر مطلعة، طلب المركز من الأهالي التعاون لتحديد هويات الجثث التي عُثر عليها في إزرع بريف درعا، ونجها وعدرا بريف دمشق، مشيراً إلى أن عملية التعرف تواجه صعوبات كبيرة بسبب حالة الجثامين، إذ إن بعضها متفحم أو متحلل.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع "الراصد" المحلي، نُقلت نحو 140 جثة إلى مشافي دمشق، جرى التعرف على قسم منها وتسليمه لذويه، فيما بقي نحو 40 جثة متفحمة، دُفن منها 15 في نجها و25 في عدرا.
ويؤكد المركز أن تحديد هوية الجثث المتفحمة يتطلب تعاون الأهالي وتوفير بيانات أو صور شعاعية لأقاربهم المفقودين.
وفي المقابل، يواجه الفريق العامل على الجثامين المدفونة في إزرع بريف درعا صعوبات ميدانية وإدارية تؤخر بدء إجراءات التعرف عليها.
من جانبها، أعلنت مجموعة من الناشطين تُعرف باسم "الأخوة الموحدون"، ومقرها مدينة جرمانا، أنها كُلّفت من مركز الاستعراف بالمساعدة في عملية المطابقة عبر الأشعة السينية وبيانات الهوية.
وذكرت المجموعة أنها ستتواصل مع ذوي نحو 300 مفقود لجمع المعلومات والصور اللازمة، مؤكدة أن التواصل لا يعني بالضرورة أن الشخص المعني متوفٍ.
كما شددت المجموعة على أن جميع البيانات تُرسل مباشرة إلى مركز الاستعراف لمقارنتها مع المعلومات المتوفرة عن الجثث، وأنه سيتم التواصل مع العائلات فور تأكيد هوية أي جثمان.
وفي تصريح لمصدر مشارك في الملف، أكد أن القضية "مؤلمة ومعقدة"، نظراً لدفن الجثامين في مقابر جماعية وحاجتها إلى وسائل تقنية دقيقة ومكلفة لتحديد الهوية، مشيراً إلى أن التعاون بين المركز والأهالي ضروري لإنهاء هذا الملف الإنساني.


