هاشتاغ - متابعة
يستعد رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، لزيارة البيت الأبيض ولقاء نظيره الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة وصفت بأنها قد تشكل منعطفا في مسار العلاقات السورية - الأمريكية، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوازنات الإقليمية في الشرق الأوسط.
وبحسب ما أوردته وسائل إعلام أمريكية، سيوقع الشرع خلال لقائه مع ترامب وثيقة لانضمام دمشق إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش".
ويشير محللون إلى أن واشنطن تسعى، من خلال هذا الانفتاح، إلى إعادة دمج دمشق في المشهد الأمني الإقليمي، خاصة مع الإعلان عن جولة خامسة من المفاوضات المباشرة بين سوريا وإسرائيل عقب الزيارة، وفق ما كشفه موقع "أكسيوس".
ومع ذلك، ووفقا لتقارير إعلامية، هناك قضايا أخرى تهم واشنطن لا تزال دون حل، بما فيها العديد من المقاتلين الأجانب في سوريا الذين هم "حلفاء" للنظام السوري الجديد وتعتبرهم الولايات المتحدة تهديداً أمنياً.
المخاوف الإسرائيلية
السياسي السوري، المقيم في واشنطن، بسام إسحاق، وهو عضو في المجلس الديمقراطي السوري، قال إن الانضمام الرسمي للتحالف المناهض لتنظيم "داعش من شأنه أن يعجل بإنهاء "الازدواجية" الموجودة في سوريا، والتي بموجبها تقاتل الحكومة والمقاتلون الأكراد في قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المتطرفين بشكل منفصل.
بدوره، سمير التقي، الباحث الأول في المجلس الأطلسي بواشنطن، قال إن زيارة الشرع تمثل "تحولاً جوهريا في مقاربة واشنطن للملف السوري"، مشيراً إلى أن توقيع وثيقة مكافحة الإرهاب يعني "انخراط الولايات المتحدة في عملية إعادة تكوين الجيش السوري وتأهيله ليصبح جيشاً وطنياً جامعاً".
وأضاف التقي أن هذا الانخراط الأمريكي "يفتح الطريق أمام تحالف ثلاثي لمكافحة الإرهاب يضم قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والجيش الوطني الحر في التنف، والجيش السوري الرسمي"، وفقاً لما نقلته "سكاي نيوز عربية".
ويرى التقي أن هذه الخطوة "قد تسهم في معالجة المخاوف الإسرائيلية من انتشار الجماعات المتطرفة قرب حدودها الشمالية، وهو ما يجعل من الملف الأمني محوراً رئيسياً لأي تفاهم مقبل بين دمشق وتل أبيب".
الاتفاق السوري الإسرائيلي
بدوره، إسحاق توقّع أن يدفع ترامب من أجل "اختراق" في الاتفاق السوري الإسرائيلي عندما يلتقي الشرع.
ووفقاً لـ صحيفة "ذا ناشيونال"، قال إسحاق إن الزعيم السوري لا يعارض "خلق حقائق سياسية وأمنية تجعل رفع العقوبات يبدو القرار المنطقي الذي يجب اتخاذه".
وتابع: ستكون النتيجة المثالية هي صفقة شاملة "تساهم في استقرار سوريا، وتوفر لإسرائيل ضمانات أمنية، وتخدم مصالح" الولايات المتحدة وحلفائها العرب.
كما أوضح التقي أن "إسرائيل تعتبر أن بقاء مقاتلين موالين للحكومة السورية دون ضبط يشكل تهديدا مباشرا لأمنها"، مشيراً إلى أن أي تعاون أمريكي- سوري في ضبط الحدود ومحاربة التنظيمات المتطرفة "سيساعد في بناء الثقة الأمنية مع تل أبيب، ولو بصورة غير مباشرة".
وحول المقاتلين الأجانب ، قال وائل علوان، الباحث في مركز "جسور" للدراسات بدمشق، إن الدولة تعمل على "احتواءهم" ضمن قوات الأمن الجديدة "المنضبطة".
وأضاف: "هناك تنسيق رفيع المستوى مع واشنطن في هذا الملف".
وفي حين يشير دبلوماسيون في المنطقة إلى أن إسرائيل لا يبدو أنها تريد تقييد حرية العمل التي تتمتع بها في سوريا بترتيب رسمي، بينما لا تُفرض مثل هذه القيود على تركيا، التي لديها آلاف القوات في شمال سوريا، يعتقد التقي أيضاً أن "إسرائيل اليوم تحقق مكاسب أمنية دون توقيع اتفاق رسمي".
ومع ذلك، لم يستبعد التقي أن "يتم التوصل إلى تفاهم مرحلي يكرس الهدوء ويعيد فتح قنوات التواصل الأمنية برعاية أمريكية".
ويرى مراقبون أن إدارة ترامب تسعى إلى هندسة توازنات جديدة في الشرق الأوسط عبر ربط ملفات مكافحة الإرهاب، وإعادة الإعمار، والتطبيع الأمني بين دول المنطقة، بما فيها سوريا وإسرائيل.
ووفقاً لـ "ذا ناشيونال"، أشار علوان إلى أنه بمجرد التوصل إلى "نتيجة نهائية" فيما يتعلق بالاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل، ستكون الحكومة السورية في وضع أقوى لدمج السويداء في الدولة الجديدة، على حد قوله.
وقال علوان، إن وجود الشرع في واشنطن سيمنح الحكومة هامشاً أوسع من الحرية لمواصلة محادثات الاندماج مع قوات سوريا الديمقراطية.


