طالب الشيخ حكمت سلمان الهجري، الرئيس الروحي للطائفة المسلمة الموحدة، المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحماية المدنيين في سوريا، وذلك في بيان شديد اللهجة صدر مساء الثلاثاء، في أعقاب التوترات التي شهدتها منطقتا جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، والتي أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وكان رئيس المجلس الإسلامي العلوي في سوريا الشيخ غزال غزال قد دعا قبل أيام، في بيان مشابه، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه ما يحصل للسوريين في الساحل من انتهاكات وترويع، مشدداً على ضروري وجود تدخل دولي في ظل عدم قدرة الحكومة السورية على فرض الأمن وحماية جميع السوريين، بحسب البيان.
هجمة "تكفيرية"
وصف الهجري في بيان، ما جرى بأنه "هجمة داعشية تكفيرية" تستهدف المدنيين الآمنين دون مبرر، وتأتي ضمن سياق من الإرهاب والقتل والترويع، مؤكداً أن من تم استهدافهم ليسوا "عصابات" كما تحاول بعض الجهات تصويرهم، بل مواطنون دافعوا عن أنفسهم وأعراضهم وأرزاقهم أمام عدوان ممنهج.
وقال الهجري: "نحن نعرض حجتنا، والله هو الحامي وهو الناصر لأصحاب الحقوق"، مؤكداً أن الطائفة التي يمثلها لم تعد تثق بحكومة "تدعي تمثيل السوريين وهي تقتل شعبها عبر ميليشيات إرهابية تكفيرية تنتمي إليها". وأضاف أن ما تشهده البلاد "ليس عنفاً عشوائياً بل إبادة ممنهجة" ترتكبها عناصر دموية بفكر طائفي تكفيري، لا يعترف حتى بالطيف المعتدل من أبناء السنة، فكيف بغيرهم من الأقليات.
وأشار البيان إلى أن المجتمع السوري لا يزال ينتظر، منذ خمسة أشهر على التغيير السياسي في البلاد، خطوات إصلاحية حقيقية تكرّس العدالة والديمقراطية، وتمنح الشعب حرية حقيقية في ظل دولة مدنية لا مركزية، تحقق فصلاً واضحاً بين السلطات، وتبتعد عن الإقصاء، لكنّ الواقع لا يشي بأي من ذلك.
وبناء على هذه الوقائع، أعلن الهجري وبشكل صريح أن "طلب الحماية الدولية أصبح حقاً مشروعاً لشعب قضت عليه المجازر". ودعا الأمم المتحدة وكل مؤسسات المجتمع الدولي إلى وقف التجاهل لما وصفه بـ"القتل الجماعي الممنهج" الذي يتعرض له المدنيون في سوريا.
وأضاف أن "الجرائم المرتكبة في الساحل لم تلق حتى اليوم الاستجابة الدولية المناسبة رغم توثيقها"، معبّراً عن القلق من أن يتكرر السيناريو ذاته في ريف دمشق، خاصة بعد مجازر اليومين الماضيين، ومشدداً على ضرورة تدخل القوات الدولية فوراً لحفظ الأمن ووقف سفك الدماء.
وختم البيان بالتأكيد أن أبناء الطائفة سيظلون متمسكين بالسلم، رغم القتل والمجازر، لكنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام استمرار ما وصفه بـ"العدوان المنظم من جماعات متطرفة وغريبة عن المجتمع السوري".
صورة البيان
