كشف مصدر استخباراتي روسي عن تأسيس أول حزب علوي يمثل الساحل السوري، وذلك في العاصمة الروسية موسكو، بحسب ما أفاد به المصدر لموقع "إرم نيوز" الإماراتي.
ووفقاً للمصادر، فإن هذا الحزب يُعد خطوة نحو تحويل منطقة الساحل إلى إقليم ذي حكم ذاتي، مع الحفاظ على ارتباط شكلي بالعاصمة دمشق.
مخلوف على رأس الحزب
أوضح المصدر أن رئاسة الحزب أُسندت إلى رامي مخلوف، ابن خال الرئيس المخلوع بشار الأسد، في خطوة جاءت نتيجة توافق دولي، لا نتيجة رغبة داخلية من أبناء الطائفة العلوية.
وأشار إلى أن مخلوف يواجه تحفظات من داخل الطائفة، تعود إلى علاقته الوثيقة بالنظام المخلوع والانتهاكات المنسوبة إليه، رغم محاولاته المتكررة للظهور بمظهر المعارض منذ عام 2019.
توافقات دولية وراء التشكيل
أكد المصدر أن عدة أسماء علوية بارزة طُرحت خلال مشاورات دولية موسعة، شاركت فيها قوى فاعلة مثل روسيا، الولايات المتحدة، تركيا، "إسرائيل"، والاتحاد الأوروبي، قبل أن يقع الاختيار النهائي على مخلوف لقيادة الحزب الجديد.
وفيما يتعلق بموعد إعلان هذه الخطوة رسمياً، قال المصدر إن المشروع دخل مراحله اللوجستية الأخيرة، وأن الإعلان عنه مسألة وقت فقط.
"قوات النخبة" لحماية الإقليم
في 27 نيسان/ أبريل الماضي، أعلن رامي مخلوف عبر صفحته في "فيسبوك" عن تشكيل قوات خاصة بالتعاون مع سهيل الحسن، قائد "الفرقة 25"، لحماية ما سماه "إقليم الساحل السوري".
وأشار إلى أن عدد عناصر القوة بلغ 150 ألفاً، مع احتياط مماثل، إضافة إلى لجان شعبية تضم مليون شخص.
ودعا مخلوف الحكومة السورية للتعاون في إعادة تنشيط الإقليم اجتماعياً واقتصادياً، وناشد روسيا والمجتمع الدولي لرعاية المشروع، مؤكداً أن الهدف هو حماية السكان لا الانتقام.
المجالس العلوية بعد سقوط النظام
منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، ظهرت عدة محاولات لتشكيل مجالس تمثل الطائفة العلوية، إلا أنها لم تنجح في تحقيق تمثيل فعلي أو تأثير ملموس.
ويرجع ذلك إلى الانقسامات الداخلية والتخوف من الارتباط بالحقبة السابقة، كما أن النظام السابق لم يسمح بوجود مرجعية مستقلة للطائفة، مما أدى إلى غياب البنية التنظيمية التي يمكن أن تُشكل نواة لأي كيان سياسي أو اجتماعي بعد سقوط النظام.
تضييق النظام على المجتمع العلوي
على مدار سنوات حكمه، ضيّق نظام الأسد على المجتمع العلوي، ولم يسمح له بأن يكون له مرجعية معينة تتمثل بمجلس أو هيئة مستقلة، بل عمد النظام إلى تهميش القيادات التقليدية للطائفة، واستبدالها بشخصيات موالية له، مما أفقد الطائفة قدرتها على التعبير عن مصالحها بشكل مستقل.
هذا التهميش المتعمد ساهم في إضعاف البنية الاجتماعية والسياسية للطائفة، وجعلها تعتمد بشكل كامل على النظام، مما زاد من هشاشتها بعد سقوطه.