هاشتاغ
بحث

ماهي العقوبات الأمريكية على سوريا.. وما هي آليات رفعها؟

14/05/2025

العقوبات-الأمريكية-على-سوريا

شارك المقال

A
A



 هاشتاغ


أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء 13 أيار من العاصمة السعودية الرياض عزمه رفع العقوبات المفروضة على سوريا، سلسلة من التفاعلات الإيجابية داخل البلاد وخارجها، لكن مسار رفع العقوبات قد يكون طويلاً ويخضع لآليات معقدة.


إن مجرد إعلان ترامب عن نيته رفع العقوبات ألقى بظلال إيجابية على الليرة السورية مقابل الدولار والعملات الأجنبية (تراجع سعر صرف الدولار أمام الليرة نحو 2000 ليرة من 11000 إلى نحو 9000)، ومن المتوقع أن تستمر هذه التفاعلات الإيجابية لفترة، لكنها لن تستمر طويلاً إذا لم يتم اتخاذ خطوات عملية لرفع تلك العقوبات وخصوصاً في المجال المالي.


وفور إعلان ترامب قراره بالتوجيه لرفع العقوبات بتشجيع من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تتالت ردود الفعل الداخلية على شكل احتفالات شعبية ورسمياً ببيان من وزارة الخارجية السورية، وكذلك على الصعيد العربي والدولي.


وشكّلت العقوبات الأمريكية العقبة الأكبر أمام تعافي الاقتصاد السوري ولاسيما قانون "قيصر"، الذي أقره الكونغرس الأمريكي عام 2019، الذي يعتبر الأكثر شدة وتقييداً على الاقتصاد السوري باعتباره يفرض قيوداً وعقوبات على كل من يتعامل مع سوريا سواء كانت دولاً أو شركات أو أفراد.



متى بدأت العقوبات الأمريكية على سوريا؟


في عام 1979 وضعت الولايات المتحدة سوريا وعدد من الدول العربية على قائمة "الدول الداعمة للإرهاب"، وبموجب هذه القائمة فرضت واشنطن قيودا على التعاملات الأمريكية مع سوريا وحظر بيع أسلحة لها، وفرض عقوبات على مسؤولين وكيانات حكومية سورية.


وجاء قرار الولايات المتحدة بوضع سوريا على لائحة "الدول الداعمة للإرهاب" على خلفية دعم حكومة دمشق آنذاك لمنظمات المقاومة الفلسطينية وتدخلها في الشأن اللبناني بالإضافة لدور دمشق في قضايا الشرق الأوسط بشكل عام.


لكن أثر تلك العقوبات كان محدوداً للغاية في ذلك الوقت على الاقتصاد السوري بسبب محدودية اعتماد دمشق على التعاملات الأمريكية. 



"قانون محاسبة سوريا"


جاء القانون بعد الاجتياح الأمريكي للعراق في عام 2003 بعامين، إذ اتهم الرئيس الأمريكي آنذاك جورج دبليو بوش في خطاب "حالة الإتحاد" شباط 2005، اتهم دمشق بالسماح "باستخدام أراضيها" من قبل الإرهابيين وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.


وفرض القانون الذي مرره الكونغرس الأمريكي قيوداً على تصدير السلع الأمريكية إلى سوريا، وحظر شركات الطيران السورية من السفر إلى الولايات المتحدة، وتوسيع العقوبات بحق عدد من المسؤولين السوريين.


ولم تتأثر المواد النفطية والمعاملات المالية بين دمشق وواشنطن وكذلك الاستثمارات الأمريكية التي بقيت خارج نطاق العقوبات.


الحرب السورية وقانون قيصر


بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، وبدء الحكومة التعامل القمعي والعنفي معها فرضت الدول الغربية العديد من العقوبات على سوريا، لكن أشد تلك العقوبات وأخطرها على الاقتصاد السوري كان "قانون قيصر" الذي فرضته واشنطن عام 2019 وكان له تداعيات خطيرة على الحكومة السورية وعلى المواطنين السوريين.


صحيح أن الاقتصاد السوري على مدى سبع سنوات من بداية الحرب في البلاد تعرض لضغوط وعقوبات أوروبية وغربية على خلفية استخدام الحكومة للعنف ضد معارضيها، لكن أشد الضربات إيلاماً جاءت مع إقرار الكونغرس الأمريكي لقانون قيصر نهاية عام 2019.


وقد شكل القانون عملية "خنق اقتصادي" لسوريا، إذ منع التعامل معها مالياً وتجارياً واستثمارياً وهدد بفرض عقوبات على أي طرف يتعامل مع دمشق مما أدخل اقتصاد البلاد في حالة شلل تام بالرغم من محاولات الحكومة الالتفاف على العقوبات بطرق شتى.


ويرى الكثير من الخبراء والمسؤولين الاقتصاديين أن العقوبات الاقتصادية كانت سبباً أساسياً في سقوط نظام بشار الأسد والتي أدت إلى ترهل مؤسسات الدولة والضغط على القاعدة الشعبية وخنقها اقتصادياً وفقدانها الثقة بالسلطة.


وقد ظهر تأثير تلك العقوبات في عزل البلاد عن النظام المالي العالمي وتدهور قيمة الليرة السورية وانهيارها، وكذلك فقدان حوامل الطاقة من ديزل وبنزين وغاز وتراجع ساعات التغذية الكهربائية إلى ساعتين في اليوم، وتدني مستوى الخدمات الحكومية في مختلف المجالات وانتشار الفساد والجريمة.


آليات رفع قانون قيصر


لاشك أن قرار الرئيس ترامب برفع العقوبات أو تخفيفها يمثل شارة الانطلاق في مسار رفع العقوبات، لكن هذا المسار طويل ومحفوف بالمخاطر أيضاً، فواشنطن رغم هذا الإعلان لن تقدم شيكاً على بياض، وليست في وارد رفع العقوبات بدون تحقيق دمشق المطالب الأمريكية التي قيل أنها من نحو 12 طلباً.


أضف إلى ذلك فإن المسار القانوني لرفع العقوبات يمر بتعقيدات قانونية وجدول أعمال الكونغرس، خصوصاً أن "قانون قيصر" تم تمديد العمل به لمدة عام نهاية العام الماضي، ضمن موازنة وزارة الدفاع.


ويحتاج وقف العمل بالقانون إلى وضعه على جدول أعمال الكونغرس واتخاذ قرار بالتصويت على ذلك، وربما يواجه معارضة من بعض الأصوات المتشددة حيال دمشق داخل الكونغرس.


وبالرغم من ذلك، سيشكل قرار الرئيس ترامب بداية مشجعة لجميع الدول الراغبة في دعم دمشق ومساعدتها على التعافي.

لكن الأمر أيضاً يبقى مرهوناً بقدرة القيادة الجديدة في سوريا على فرض الأمن والاستقرار في البلاد التي مازالت ترزح تحت وطأة موجات العنف الطائفي الذي ضرب الساحل السوري في السابع من آذار 2025 وكذلك موجة العنف الطائفي ضد الدروز في السابع والعشرين من نيسان الماضي.


التعليقات

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025