طلّ رئيس المرحلة الانتقالية في الجمهورية العربية السورية "أحمد الشرع" في خطاب متلفز، مساء أمس الأربعاء، عقب إعلان رفع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا، واجتماعه بالرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في العاصمة السعودية الرياض.
وخاطب "الشرع" الشعب السوري، بعد 14 عاماً من المرحلة التي مرت بها سوريا التي أسفرت عن تهجير، وقتل، واعتقال عدد من أبنائها بأيدي أذرع النظام المخلوع.
سوريا منبوذة عربياً وعالمياً
وأشار "الشرع" إلى أن مقدرات سوريا نُهبت وهُدمت في المرحلة السابقة، إضافة إلى تحولها إلى ساحة صراع وقلق لشعبها وجيرانها والمنطقة بأكملها، ليستقرّ الوضع بنبذها عن العالم العربي والعالمي، كما أن تحرير سوريا، جاء بعد 14 عاماً من العمل والتخطيط؛ إذ شهدت مدينة إدلب أُولى مراحل مستقبل سوريا الجديد.
وأكد "الشرع" دعم الدول العربية والصديقة استقرار سوريا ووحدة شعبها وأرضها، سيما دعمهم الأخير بمطلب رفع العقوبات الغربية المفروضة عليها؛ إذ عمدت الإدارة الجديدة في الأشهر الماضية عقب سقوط النظام، على وضع الأولويات لضمان استمرار العمل في مؤسسات الدولة، والحفاظ على الوحدة الداخلية والسلم الأهلي، فرض الأمن وحصر السلاح، وتشكيل الحكومة واللجنة الانتخابية.
إنجازات حكومية
واستذكر "الشرع" في خطابه، المراحل الأساسية التي مرت بها سوريا المُحررة، من الإعلان الدستوري، وإجراء المؤتمر الوطني، وإلغاء القوانين الجائرة، وتحرير السوق، وتقييم الواقع المؤسساتي، ووضع اليد على الخلل والأخطاء، وإجراء الجولات الدبلوماسية السورية إلى مختلف الدول للتعريف بواقع سوريا الجديد، إضافة إلى مشاركتها في المنتديات والمؤتمرات الدولية، وصولاً إلى رفع علمها في الأمم المتحدة، وتمهيد طرق العلاقات الاستراتيجية مع الدول العربية والغربية.
زيارات عربية وغربية
وعن زيارات الدول العربية والغربية الرسمية وملف رفع العقوبات، تحدث "الشرع" عن الوعود التي تلقاها من الزعماء والرؤساء، سيما من ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" الذي أكد دعم المملكة العربية السعودية لسوريا، والرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" وأمير دولة قطر "تميم بن حمد آل ثاني" ورئيس دولة الإمارات "محمد بن زايد" وملك مملكة البحرين "حمد بن عيسى" وملك الأردن "عبدالله بن الحسين"، وكذلك من الأشقاء العرب الكويت، وسلطنة عمان، ومصر، وليبيا، والجزائر، والمغرب، والسودان، واليمن، والعراق.
وعن الزيارة إلى قصر الإيلزيه في فرنسا ولقاء الرئيس "إيمانويل ماكرون" قال "الشرع" إن "ماركون" أبدى تأكيده دعم سوريا، سيما في ملف رفع العقوبات، إضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي كألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وبريطانيا.
مطلب حق للشعب السوري
وبيّن "الشرع" أن مطلب رفع العقوبات مؤخراً، شارك فيه عموم الشعب السوري، بدءاً من الوحدة والالتفاف حول القيادة الجديدة، إلى دور الجاليات السورية في مختلف الدول، واصفاً التلاحم بين الداخل والخارج والعلاقة مع الشعوب العربية، برأس مال سوريا القوي.
وشدد "الشرع" في كلمته، على أهمية مواصلة العمل لضمان تعافي سوريا في المرحلة المقبلة، مؤكداً أن الطريق لا يزال طويلاً لبناء النهضة الجديدة، سيما أن قرار رفع العقوبات من قبل الرئيس الأمريكي، جاء بعد صدق وعود الزعماء والرؤساء بمطالبهم المتعلقة بسوريا.
سوريا وفيّة
وأكد "الشرع" أن سوريا لن تنسى اليد التي مُدت إليها من أشقائها والدول الصديقة، كما أن تلتزم المناخ الاستثماري، وتطوير التشريعات الاقتصادية وتقديم التسهيلات اللازمة لتمكين رأس المال الوطني والأجنبي من الإسهام الفعال بإعادة الإعمار، داعياً المستثمرين السوريين والعرب والأتراك بالقدوم إلى سوريا والاستثمار بمختلف القطاعات.
معاهدة الشرع
وعاهد "الشرع" أن تكون سوريا دولة سلام في المنطقة، وأن لا تكون ساحة صراع للنفوذ أو منصة للأطماع الخارجية، وأن الإدارة الجديدة لن تسمح بالتقسيم وستحافظ على وحدة الأرض والشعب، كما أنها ملك لكل السوريين بجميع طوائفها وأعراقها ولكل من يعيش على أرضها.
