كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن قرار رفع العقوبات عن سوريا جاء بطلب مباشر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي اتصل به وطلب منه "إسداء معروف" برفع العقوبات عن سوريا، مشيرًا إلى أن السوريين "لا يمكنهم الصمود في ظل هذه العقوبات".
وقال ترامب في مؤتمر صحافي في الرياض: "قالها بطريقة أظهرت طيبة قلبه وصدقه، فقلت دعنا نعطِهم فرصة".
وأضاف ترامب أن هذا القرار يهدف إلى منح الحكومة السورية الجديدة فرصة لتحقيق الاستقرار والسلام، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستراقب التزام دمشق مكافحة الإرهاب، وحماية الأقليات، وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية.
يأتي هذا الإعلان في إطار جولة خليجية للرئيس الأمريكي شملت السعودية وقطر والإمارات؛ إذ تم توقيع اتفاقيات استثمارية بقيمة 600 مليار دولار، منها صفقة أسلحة بقيمة 142 مليار دولار، وُصفت أنها الكبرى في تاريخ الدفاع الأمريكي.
من جهته، رحب رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع بالقرار، واصفًا إياه بـ"التاريخي والشجاع"، مشيرًا إلى أنه "يسهم في تخفيف معاناة الشعب السوري ويضع أسسًا للاستقرار في المنطقة".
يُذكر أن الشرع، الذي تولى السلطة بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024م، التقى ترامب في الرياض، في أول لقاء بين رئيسي البلدين منذ أكثر من عقدين.
وقد أثار هذا التحول في السياسة الأمريكية جدلاً داخل واشنطن، خاصة فيما يتعلق بموقف الإدارة من الوجود العسكري الروسي في سوريا.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن إدارة ترامب لم تشترط على الحكومة السورية الجديدة إخراج القوات الروسية من البلاد مقابل رفع العقوبات، على الرغم من وجود انقسام داخل الإدارة في هذا الموضوع.
ويُتوقع أن يسهم رفع العقوبات في تسهيل عودة سوريا إلى الساحة الدولية، وفتح الباب أمام استثمارات ومساعدات دولية لدعم جهود إعادة الإعمار.