أطلقت قوات "الكوماندوس" التابعة لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" حملة أمنية ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في ريف دير الزور.
وأكدت "قسد" في بيان لها، أمس الجمعة اعتقال 10 عناصر من التنظيم بعد اشتباكات بين الطرفين يوم أمس، وذلك بالاشتراك مع قوى الأمن الداخلي "الأسايش".
وقالت "قسد" في بيانها: "إن العملية نُفذت بعد متابعة وجمع معلومات “دقيقة وكافية” عن عناصر الخلايا وتحديد أماكن اختبائهم ونوعية النشاطات التي يقومون بها"، نقلاً عن موقع "عنب بلدي".
وضبطت "قسد" في أثناء حملتها، التي وصفتها بالدقيقة والخاصة، كمية من الأسلحة والذخيرة مع العناصر التي قبضت عليهم.
ويوم الخميس، أكدت مصادر محلية مقتل القيادي في "قسد" الملقب بـ"كندال"، الذي يشغل منصب قائد ساحة هجين، إثر استهدافه بعبوة ناسفة زرعها مجهولون في سيارته في أثناء مروره في حي الجدمة ببلدة أبو حمام، شرقي دير الزور.
واستهدفت مجموعة مسلحة مجهولة، في هجوم متزامن آخر، نقطة عسكرية تابعة لـ"قسد" في قرية الجرذي بريف دير الزور الشرقي، من دون توفر معلومات دقيقة عن الخسائر التي أسفر عنها الهجوم، نقلاً عن "العربي الجديد".
وشهد ريف دير الزور، شرقي سوريا، تصعيداً أمنياً، مساء الخميس 15 آيار الحالي، بعد مقتل القيادي في قوات "قسد"، وتعرض مواقعها لهجمات متزامنة، وسط اشتباكات مع خلية مسلحة يُعتقد أنها تابعة لتنظيم "داعش".
وأوضح المركز الإعلامي في "قسد" أن تنظيم "داعش" يسعى إلى استغلال حالة الفوضى المستمرة في سوريا لإعادة تنظيم صفوفه وتكثيف هجماته، سيما في المناطق الواقعة شمال وشرق سوريا.
وفي سياق متصل، حذر الخبير في الشؤون الأمنية والسياسية الدكتور بسام القزويني، من تحول مخيم "الهول" إلى شرارة قابلة للاشتعال في أي لحظة.
وأشار القزويني إلى أن الفساد المتفشي داخل المخيم وغياب الرقابة الدولية، يعززان مناخاً خصباً لتفشي التطرف وتوسعه خارج حدود المخيم، وذلك وفق تقرير "المركز الأوروبي لدراسات ومكافحة الإرهاب والاستخبارات".
ويشهد مخيم "الهول" تطوراً خطراً، بحسب التقرير الصادر عن الأمم المتحدة في عام 2025م، موضحاً أن عناصر من تنظيم "داعش" تمكنوا من دخول المخيم مع شباب بهدف تدريبهم ليصبحوا مقاتلين في المستقبل.
وأشار التقرير إلى أن المخيم أصبح بمنزلة "مدرسة" لتعليم التطرف وتجنيد جيل جديد من المتشددين.
وحذر خبراء الأمن نقلاً عن المركز الأوروبي من أن مخيم "الهول" أصبح أخطر بيئة لنشوء “الجيل الرابع” من تنظيم "داعش"، وهو جيل أكثر تطرفًا، يتوفر له مناخ مثالي للتكوين العقائدي والعسكري داخل المخيم.
وكان التقرير قد حذر من عودة تنشيط وحدة النساء التابعة للتنظيم “أنصار العفيفات”، التي استؤنفت أعمالها من جديد لجمع المعلومات الاستخباراتية، وتجنيد النساء الشابات، إضافة إلى إدارة تمويل العمليات.
وبحسب التقرير فقد تم العثور على كميات ضخمة من الأسلحة والمواد المتفجرة ومعدات الاتصال داخل المخيم.
واستغل تنظيم "داعش" الأوضاع الأمنية بعد سقوط نظام الأسد، وأعاد تموضعه في مناطق سورية عدة مثل حمص ودير الزور والرقة؛ إذ استولى على كميات كبيرة من الأسلحة من مستودعات تابعة للجيش السوري السابق.
