أحكمت إسرائيل سيطرتها على نحو 40% من الموارد المائية في جنوب سوريا و40% من الموارد المائية المشتركة مع الأردن، ما يعني أنها باتت تسيطر على 80% من موارد المياه، وذلك بعد احتلالها سدودا ومنابع مائية ومن ضمنها سد الوحدة وسد المنطرة وعدة سدود على نهر الرقاد .
وانعكست السيطرة الإسرائيلية على الموارد المائية في الجنوب السوري بآثارها السلبية على الوضع المائي في محافظات الجولان والقنيطرة ودرعا حيث بدأت العديد من مدنها وبلداتها تعاني من أزمة مياه خانقة خلال الأيام القليلة الماضية.
وبحسب تقرير "إرم نيوز"، تظهر المعطيات الميدانية أن قائمة السدود والمنابع المائية التي سيطرت عليها إسرائيل منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي شملت نحو 10 سدود، بالإضافة إلى أحواض الأنهار الرئيسة في سوريا، بما في ذلك:
- سد الوحدة (المعروف أيضا بسد المقارن) والذي يقع على نهر اليرموك، على الحدود بين سوريا والأردن، وهو سد حيوي يزود سوريا بالكهرباء والمياه للزراعة، ويوفر مياه الشرب والري للأردن.
وكانت إسرائيل سيطرت على هذا السد في كانون الأول/ديسمبر 2024، ما منحها نفوذا كبيرا على إمدادات المياه لكل من سوريا والأردن على حد سواء .
- سد المنطرة: الذي يقع في ريف القنيطرة، بالقرب من الجولان المحتل، ويعتبر من أكبر السدود في جنوب سوريا. يغذي المناطق الزراعية في القنيطرة ودرعا.
وفي كانون الثاني/يناير 2025 استولت إسرائيل على هذا السد، ما يعزز سيطرتها على الموارد المائية في المنطقة بأكملها.
- سدود على نهر الرقاد وروافده: وتشمل سدود غدير البستان، جسر الرقاد، شبرق، سحيم الجولان، وعبيدين، وتقع هذه السدود في محافظتي القنيطرة ودرعا.
ويعد نهر الرقاد أحد روافد نهر اليرموك، ومن ثم فإن السيطرة على هذه السدود تؤثر على تدفق المياه إلى نهر اليرموك والأردن.
وعلى صعيد أحواض الأنهار الرئيسة التي سيطرت عليها إسرائيل فقد شملت نهر اليرموك الذي يعتبر أحد أهم روافد نهر الأردن، ويمتد على الحدود بين سوريا والأردن وإسرائيل، ما يعني أن سيطرة إسرائيل على حوض اليرموك السفلي وروافده التحكم بجزء كبير من المياه التي كانت تذهب لسوريا والأردن.
كما شملت السيطرة الإسرائيلية أجزاء من أنهار أخرى مثل نهري الأواج والبرادة، اللذين يعتمد عليهما سكان دمشق وجنوب سوريا بشكل كبير.
ومن المتوقع أن يكون للسيطرة الإسرائيلية على هذه السدود والمنابع تداعيات كبيرة خلال الفترة القادمة على سوريا والأردن، وقد تستغل إسرائيل الموارد المائية كأداة ضغط سياسي على الحكومة السورية الانتقالية.
ويشار إلى أن سيطرة إسرائيل على الموارد المائية ستعزز التوترات في المنطقة، حيث يُنظر إليها كجزء من استراتيجية طويلة الأمد للهيمنة على المياه في الشرق الأوسط، ما قد يثير نزاعات حدودية مع سوريا والأردن.
