هاشتاغ
بحث

مجلس الأمن: الوضع الأمني في سوريا مازال هشاً والاحتياجات الإنسانية هائلة

22/05/2025

جلسة-مجلس-الأمن-بشأن-سوريا

شارك المقال

A
A

هاشتاغ: متابعة


بالرغم من حالة الانسجام التي شهدتها جلسة مجلس الأمن الدولي بالأمس حول الأوضاع في سوريا، إلاّ أن الكلمات أثارت موجة من القلق حول مستقبل البلاد في ظل استمرار الأوضاع الأمنية الهشة والاحتياجات الإنسانية الهائلة ونقص التمويل.


وبحسب ما نشر مجلس الأمن الدولي على موقعه الإلكتروني فقد أبلغ مسؤولون كبار في الأمم المتحدة مجلس الأمن بأن "الوضع الأمني والإنساني في سوريا لا يزال هشاً، وحثوا على إنهاء العنف الطائفي - لا سيما ضد العلويين والدروز - وحذروا من تفاقم الأزمة الاقتصادية ونقص التمويل الذي يحول دون وصول المساعدات الإنسانية الحيوية إلى المحتاجين".


فقد رحب المبعوث الخاص للأمين العام إلى سوريا، غير بيدرسن، بإعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن دمشق، وأشاد بالدعم المقدم من دول المنطقة، ولا سيما المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر. ولكن على الرغم من هذه "التطورات التاريخية"، "تواجه سوريا تحديات هيكلية كبيرة، في ظل اقتصاد منهك بفعل أكثر من عقد من الحرب والصراع، ومجموعة من العوامل الأخرى المزعزعة للاستقرار".


وفي الوقت الذي أشار فيه بيدرسون إلى أهمية إنشاء الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية باعتبارها "حجر أساس أساسي" في تعافي سوريا من الصراع، حذر بيدرسون من "استمرار التوترات الأمنية والطائفية بعد أعمال العنف الطائفي ضد الدروز أواخر شهر نيسان مع ورود تقارير جديدة عن إطلاق قذائف الهاون والأسلحة الثقيلة على السويداء" في الأيام الأخيرة.


وأوضح المبعوث الأممي أن "العديد من المخاوف لا تزال قائمة. وتشير التقارير إلى أن الطلاب العلويين في المناطق الساحلية ينقطعون عن الدراسة بسبب التهديدات الأمنية المستمرة".


كما أعرب عن قلقه إزاء التقارير التي تفيد بوقوع هجمات حديثة على قاعدة حميميم الجوية، وتصعيد داعش لهجماته في مناطق مختلفة في الأسابيع الأخيرة، مع وجود مؤشرات على عمليات أكثر تنسيقاً.


رئيس وممثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومدير قسم التنسيق في (أوتشا)، راميش راجاسينغهام، أكد أن "الاحتياجات الإنسانية لا تزال هائلة في جميع أنحاء البلاد، وهي تزداد تعقيداً" موضحاً أن "نحو 16.5 مليون سوري يحتاجون حالياً إلى الحماية والمساعدة الإنسانية، ويعاني أكثر من نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي".


وأضاف أن "أكثر من 670 ألف شخص نزحوا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2024 - بما في ذلك حوالي 15 ألف نازح بين 30 أبريل/نيسان و6 مايو/أيار من ريف دمشق بسبب العنف في المناطق ذات الأغلبية الدرزية".


وبالرغم من جهود منظمات الأمم المتحدة فإنه "لم يتم تمويل سوى 10% من نداء الـ 2 مليار دولار المخصص للوصول إلى 8 ملايين من الأشخاص الأكثر ضعفاً في النصف الأول من عام 2025. وقال: "إن العواقب واضحة بالفعل، وستزداد وضوحاً مع مرور الوقت ومع ترسخ خفض التمويل".

العنف الطائفي والمخاطر الأمنية


أقر أعضاء المجلس بالفرصة التاريخية لسوريا لتحقيق التقدم والازدهار لكنهم حذروا من استمرار العنف الطائفي وارتفاع مؤشرات القلاقل الأمنية لاسيما مع عودة نشاط تنظيم داعش الإرهابي، تلقي بتهديدات خطيرة على مستقبل البلاد.


وفي هذا السياق دعا وزير خارجية اليونان جورجيوس جيرابيتريتيس، الذي تتولى بلاده رئاسة المجلس لشهر أيار̸ مايو، المجلس إلى "إدانة العنف الطائفي بشدة، والذي بلغ ذروته بمقتل آلاف المدنيين الأبرياء، معظمهم من العلويين والمسيحيين".


كما دعا وزير الخارجية اليوناني السلطات الانتقالية في دمشق إلى "الحفاظ على نهج الشمولية والانفتاح السياسي، نهج يضمن حماية وتكامل جميع مكونات المجتمع السوري، سواء أكانت مسيحية أم علوية أم درزية أم كردية. نهج يشمل المشاركة الفعالة لجميع السوريين، بمن فيهم النساء".


ممثل الصين من جهته دعا السلطات السورية إلى "ترجمة التزاماتها إلى إجراءات حقيقية لاستعادة الاستقرار" معرباً عن قلقه إزاء أعمال العنف الأخيرة في جنوب سوريا، داعياً السلطات إلى "تهدئة التوترات الطائفية وضمان سلامة وأمن وحقوق جميع السوريين".


كما أعرب ممثل بريطانيا في المجلس عن "استياء بلاده الشديد من الهجمات التي استهدفت الدروز في سوريا هذا الشهر مؤكداً أنه "لا يمكن أن يتحقق سلام دائم أو مستقبل أفضل للسوريين ما لم تتم حماية جميع فئات الشعب السوري وضمان مشاركتها الكاملة في عملية الانتقال السياسي في سوريا".


ودعا مندوب بريطانيا بحسب كلمته التي نشرتها وزارة الخارجية البريطانية "جميع الأطراف إلى نبذ العنف، والانخراط في الحوار، وضمان حماية المدنيين" مؤكداً أن "الانتعاش الاقتصادي يجب أن يسير جنباً إلى جنب مع انتقال شامل وسلمي يُوفق بين مختلف فئات الشعب السوري".


إلى ذلك عبر ممثل جمهورية كوريا عن عميق القلق حيال العنف الطائفي الذي شهدته سوريا وقال: "إنه لأمرٌ مُقلقٌ للغاية أن عنفاً طائفياً إضافياً قد وقع بعد شهرين فقط من مذبحة الساحل". وقال إن هذه الحلقة الأخيرة "مقلقة للغاية"، "لأنها نتجت، بحسب التقارير، عن تسجيل صوتي مُفبرك يهدف إلى التحريض على الفتنة الطائفية".


من جهته أعرب مندوب روسيا في المجلس قلقه من استمرار التوتر والعنف في سوريا ولاسيما "الصراعات العرقية والدينية الحادة، وصعوبات بناء الدولة، والتهديدات الإرهابية، وانتهاك سيادة الأراضي السورية".


وأشار المندوب الروسي إلى عمليات القتل التي مورست بحق العلويين والمسيحيين في الساحل السوري في شهر مارس/آذار، وما تلاها من أعمال عنف وقتل في أواخر أبريل/نيسان في حي جرمانا بريف دمشق، ضد السكان السوريين، الدروز".


وأكد أن هذه الأحداث تظهر "مدى هشاشة الوضع الراهن، والحاجة الماسة إلى اتخاذ تدابير جادة لتعزيز التوافق بين الأديان والأعراق في البلاد" داعياً دمشق إلى إيلاء اهتمام خاص لهذا الأمر وضمان العدالة ومحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم وفقاً للمعايير الدولية.

ترحيب برفع العقوبات


رحب أعضاء المجلس برفع العقوبات عن سوريا، باعتبارها خطوة هامة "ستخلق فرصة كبيرة للانتعاش الاقتصادي والتنمية في جميع أنحاء سوريا" وتساعد على إعادة الإعمار، مؤكدين أنه بدون الانتعاش الاقتصادي، "لن يكون هناك سلام مستدام في سوريا".


ودعا مندوب الولايات المتحدة الأمريكية الحكومة السورية الجديدة إلى انتهاز فرصة رفع العقوبات "لإعادة البناء وتحويل البلاد من مصدر لعدم الاستقرار إلى مصدر للاستقرار".


إلى ذلك أكد المندوب الروسي أهمية رفع العقوبات عن سوريا لكنه أشار إلى أنه رغم كل الجهود التي تبذلها وكالات الأمم المتحدة الإنسانية، للدعم الإنساني في سوريا إلا أن هذا الدعم لا يكفي لتغطية جميع احتياجات السكان في ظل انخفاض المساعدات الدولية وارتفاع مستوى الاحتياجات الإنسانية.

التعليقات

الصنف

أخبار

منشور حديثاً

الأكثر قراءة

تابعنا

مقالات ذات صلة

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025