زار وفد أمني رفيع المستوى من الاستخبارات السورية، في الأيام الماضية، مناطق في شمال شرقي سوريا، في خطوة لافتة ضمن مسار استلام الحكومة السورية مسؤولية إدارة مراكز احتجاز مقاتلي تنظيم "داعش" ومخيمات عائلاتهم، وفق ما أكدته مصادر خاصة لـ"العربية نت"، اليوم السبت.
وشملت الزيارة، بحسب المصادر، جولات ميدانية في السجون والمراكز التي تضم عناصر من "داعش"، إضافة إلى مخيم الهول الذي يُعد أحد أبرز المخيمات التي تؤوي أفراد عائلات مقاتلي التنظيم، وذلك في سياق تفعيل الاتفاق الأمني – العسكري الموقع بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في 11 آذار/مارس الماضي، وفق "العربية نت".
وتأتي هذه التحركات عقب اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع في العاصمة السعودية، الرياض، الأسبوع الماضي؛ إذ شدد ترامب، وفق مصادر أمريكية، على ضرورة أن تتولى الحكومة السورية مسؤولية كاملة عن مراكز احتجاز عناصر "داعش" الواقعة ضمن مناطق سيطرة "قسد".
ويبلغ عدد مراكز احتجاز مقاتلي "داعش" نحو 26 مركزاً جميعها تقع في مناطق شرقي البلاد، وتضم قرابة 12 ألف عنصر أجنبي من التنظيم، ينحدرون من أكثر من 50 جنسية، وفق ما أفاد به سابقاً مصدر في "قسد" لـ"العربية نت".
وإضافة إلى تلك المراكز، تحتضن منطقة شمال شرقي سوريا مخيمات عدة تؤوي عائلات مقاتلي التنظيم، من أبرزها "الهول، وروج". وكان شيخموس أحمد، الرئيس المشارك لمكتب اللاجئين والنازحين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، قد كشف في وقت سابق عن مبادرة أطلقتها الإدارة بهدف تفكيك تلك المخيمات وعودة العائلات السورية إلى مناطقهم الأصلية.
ويُنظر إلى استلام دمشق هذه المراكز والمخيمات على أنه اختبار رئيسي لقدرة الدولة السورية على استعادة السيادة الفعلية على جميع أراضيها، خصوصاً في ظل حساسية الملفات الأمنية المرتبطة بالإرهاب العابر للحدود.
يُذكر أن الاتفاق الموقّع في آذار/مارس بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي نصّ على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية في مؤسسات الدولة السورية، وتوحيد القرار الأمني والعسكري، مع وضع المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز بإدارة دمشق.