هاشتاغ- متابعة
في الوقت الذي أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رفع العقوبات المفروضة على سورية، يواجه ملايين السوريين مخاطر الذخائر غير المتفجرة والأمراض وسوء التغذية، بحسب مسؤولي الأمم المتحدة.
وأعلنت الولايات المتحدة أمس رفع مجموعة واسعة من العقوبات المفروضة على سوريا، واتخذت خطوات للوفاء بوعد قطعه الرئيس دونالد ترامب منتصف هذا الشهر خلال رحلة إلى المملكة العربية السعودية.
ورفعت وزارة الخزانة في "ترخيص عام" اللوائح الشاملة التي حظرت المواطنين والشركات الأمريكية من إجراء معظم المعاملات المالية مع الحكومة السورية أو الكيانات التي تعمل مع الحكومة السورية.
وسبق ذلك قرار الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا في محاولة لمساعدة البلاد التي مزقتها الحرب على التعافي بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وبالرغم من أثر هذه الخطوات الإيجابية على الوضع الاقتصادي والصحي في البلاد المنهكة جراء عقد ونيف من الحرب، يرى مسؤولوا الأمم المتحدة أن مسار تأثير رفع العقوبات على الأوضاع في البلاد سيستغرق وقتاً طويلاً.
وقالت إديم وسورنو، رئيسة العمليات والدعم في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) في ختام زيارتها إلى سوريا، إنها "تشعر بزخم التغيير" على أرض الواقع بعد سنوات من المعاناة والمشقة في ظل نظام الأسد التي انتهت بالإطاحة به في ديسمبر الماضي.
لكن المسؤولة الأممية أقرت في تصريحات صحفية نشرها موقع الأمم المتحدة، بأنه "لا تزال هناك تحدياتٌ هائلة، حيث يحتاج ١٦.٥ مليون سوري إلى المساعدة الإنسانية والحماية، والاحتياجات مذهلة".
وأعربت عن أملها في أن "نرى، بفضل هذا التطور، أثراً ملموساً على السلع والخدمات، وعلى تكلفة العمليات في البلاد، وعلى القدرة على نقل البضائع إليها بشكل أسرع".
عودة النازحين و أولوية الأمن والأمان
بحسب تقديرات الأمم المتحدة فقد عاد "أكثر من مليون نازح داخلي إلى مناطقهم الأصلية، وإن أكثر من نصف مليون لاجئ عادوا من الدول المجاورة".
غير أن المسؤولة الأممية نبّهت أيضاً إلى التحديات التي يواجهها العائدون مثل "انعدام الأمن، والمنازل المتضررة، وعدم كفاية الخدمات، ونقص فرص كسب العيش، وخطر الذخائر غير المنفجرة، باعتبارها عوائق رئيسية تمنع الناس من العودة".
وأكدت أن "الناس يقولون، أولاً وقبل كل شيء، إنهم يريدون الأمن" مشيرة إلى أنه بالرغم من تراجع مستوى الأعمال العدائية في البلاد، إلا أن التوترات والاشتباكات المحلية لا تزال "مصدر قلق كبير" لجميع السوريين.
ونقل موقع الأمم المتحدة عن الدكتور الطاف موساني، مدير الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، قوله "إن بقايا القتال العنيف تشكل تهديداً مستمراً للمدنيين". وأشار إلى ما لا يقل عن 909 إصابات ناجمة عن ذخائر غير منفجرة منذ ديسمبر/كانون الأول 2024، من بينهم نحو 400 حالة وفاة، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وقال: "بدأنا نشهد ارتفاعاً في معدلات القبول والاستشارات في غرف الطوارئ... فالأطفال والنساء، الذين يمارسون حياتهم اليومية، يسعون للحصول على الماء والطعام، ويحاولون إعادة الإعمار، يسيرون عبر الأراضي الزراعية والطرق والأنهار حيث يُحتمل أن تكون الذخائر غير المنفجرة مختبئة".
سكان المخيمات الأكثر عرضة لمخاطر الأمراض
أكد الدكتور موساني أن أمراضاً، مثل الكوليرا والإسهال الحاد، التي تنتشر بين النازحين تشكل مخاطر جدية مع تسجيل أكثر من 1444 حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا وسبع وفيات مرتبطة بها.
وأوضح أن "هذا ينطبق بشكل خاص على اللاذقية وحلب، وخاصة حول مخيمات النازحين" محذراً من أن انتشار "الكوليرا في المخيمات، قد تُصبح بمثابة نيران كثيفة، مما يزيد من معدلات الإصابة والوفيات".
وحذّر مسؤول منظمة الصحة العالمية من أن "أكثر من 416 ألف طفل في سوريا معرضون لخطر سوء التغذية الحاد، وأن أكثر من نصف الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد لا يتلقون العلاج".
وأوضح الدكتور موساني أنه في ظل نقص التمويل فإن المرافق الصحية التي تعاني من ضائقة مالية في البلاد تواجه نقصاً في العمالة الماهرة والمعدات. وقد دفعت الحرب ما بين 50 و70% من القوى العاملة الصحية إلى مغادرة البلاد بحثاً عن فرص أخرى، وأن البنية التحتية الصحية بحاجة ماسة إلى الاستثمار.
