هاشتاغ
بحث

التوقيت والرسائل.. ما هي أبرز دلالات زيارة أحمد الشرع إلى تركيا؟

25/05/2025

التوقيت-والرسائل..-ما-هي-أبرز-دلالات-زيارة-أحمد-الشرع-إلى-تركيا؟

شارك المقال

A
A

 

أجرى رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، يوم أمس، محادثات رفيعة المستوى في أنقرة مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، تناولت ملفات أمنية وسياسية واقتصادية حساسة، على رأسها ملف الأكراد، والتعاون في مكافحة الإرهاب، والعلاقات مع واشنطن.

 

وفي زيارة لم يعلن عنها مسبقا، استقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نظيره السوري، أحمد الشرع، رفقة عدد من كبار المسؤولين السوريين في إسطنبول تخللها لقاء الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني بالمبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك.

 

ووفق بيان للرئاسة التركية، أكد أردوغان دعم بلاده الكامل للإدارة السورية الجديدة، مشددا على رفض أنقرة لأي عدوان إسرائيلي على الأراضي السورية، وضرورة الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها. كما بحث الجانبان الاتفاق الأخير حول التعاون في مجال الطاقة، والذي يشمل تزويد دمشق بـ 6 ملايين متر مكعب من الغاز يوميا، وربط شبكتي الكهرباء بين البلدين مع نهاية العام.

 

كذلك، الملف الكردي كان حاضرا بقوة في المحادثات، حيث تطالب تركيا بوضع حد لما تصفه بـ "التهديدات الأمنية" القادمة من الحدود الشمالية.

 

تأتي أهمية زيارة الشرع إلى تركيا في ظل تطورات كبيرة تشهدها سوريا، حيث يرى مراقبون أن توقيت الزيارة يحمل دلالات سياسية تتجاوز البعد الثنائي، لا سيما أنها تأتي عقب جولة إقليمية للرئيس السوري شملت السعودية والإمارات وقطر والبحرين، ووسط سباق إقليمي ودولي لإعادة التموضع في "سوريا الجديدة" بعد رفع العقوبات الأميركية.


تركيا ترغب في قطف حصاد الموسم السوري على النحو الذي يليق بما دفعت إليه سابقا من احتضان الحراك المسلح في سوريا

قطف حصاد الموسم السوري

وبحسب مراقبين، فإن الزيارة بعد يومين فقط من زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي ابراهيم قالن إلى دمشق ولقائه الرئيس الشرع تؤكد الرغبة المتبادلة في التباحث حول مستجدات الساعة التي تشمل رغبة تركيا في قطف حصاد الموسم السوري على النحو الذي يليق بما دفعت إليه سابقا من احتضان الحراك المسلح في سوريا قبل 13 عاما والتي تخشى تركيا أن تنازعها عليه دول عربية ساهمت في رفع العقوبات عن سوريا فضلا عن التنسيق بشأن الترتيبات الأمنية على جانبي الحدود والتي تشمل سيطرة حكومة دمشق على الشريط الحدودي الذي كانت تسيطر عليه قوت سوريا الديمقراطية "قسد" والتي ترغب أنقرة في دمجها ضمن قوات الجيش السوري وشروع تركيا في جمع مسؤولين سوريين وإسرائيليين على طاولة المفاوضات بما يضمن رسم حدود الصراع والمصالح على الأرض السورية.


يرى المحلل السياسي حكمت زينة، أن رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا عجّل في هذا اللقاء على نحو شبه سرّي لم يجري معه الإعلان المسبق عن الزيارة خاصة وأن تركيا تبدو المعنية الأولى بقطف ثمار هذا التحول الصريح والجوهري في الموقف الأمريكي وما سيترتب عليه من إفساح المجال أمام دخول شركاتها إلى سوريا والاستحواذ على النصيب الأكبر من عقود إعادة الإعمار والسيطرة على قطاعات بأكملها في الاقتصاد السوري، وفقا لما نقله موقع "روسيا اليوم".

 

كما شدد زينة على أن أهمية الزيارة لا تقف فقط عند الجانب الاقتصادي الذي يعتقد الأتراك أنهم معنيون به أكثر من غيرهم على خلفية الرعاية والتخطيط والإحتضان التركي للعمل المسلح الذي أسقط حكومة الرئيس بشار الأسد بل يتعداه إلى الجانب السياسي المنسجم مع ما يظهر أنه توافق تركي- أمريكي على مسار الأحداث في سوريا خاصة بعد قيام واشنطن بتعيين السفير الأمريكي لدى أنقرة مبعوثا خاصا إلى سوريا والتطورات المرتبطة بملف "قسد" والسعي التركي لدمجها ضمن قوات الجيش السوري الجديد.

 

وهذا ما يفسر مشاركة وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة في اللقاء الذي يعتقد بأنه ناقش قضية القوات الكردية والمواقع العسكرية المحتملة لانتشارها.

 

ولفت زينة إلى أن النقاش التركي - الإسرائيلي بشأن سوريا كان ضمن جدول أعمال اللقاء حيث بدا لافتا أن اللهجة العدائية التركية تجاه إسرائيل بدت أقل من المعتاد حيث اكتفى الرئيس التركي بوصف الهجمات والتوغلات الإسرائيلية ضمن الأراضي السورية بأنها "غير مقبولة".

 

وأشار زينة إلى أن القيادة السورية الحالية تحاول البناء على التطور المفاجئ والسريع في علاقتها مع واشنطن وهذا ما فسر حرص الشرع على لقاء المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، وتناول الملفات العالقة بين الطرفين مشيرا إلى أن زيارة المسؤولين السوريين إلى السجون ومعسكرات الإعتقال التي تديرها "قسد" في شمال شرق البلاد قد يكون بمثابة التلبية للرغبة الأمريكية في قيام حكومة دمشق برعايتها نيابة عن قوات سوريا الديمقراطية.

 

وحول أهمية الزيارة الحالية واختلافها لجهة الظروف عما سبقها من زيارات يرى المحلل السياسي عمر أمين أن هذه هي الزيارة الثالثة للشرع إلى تركيا والأولى في ظل رفع العقوبات عن سوريا حيث كان "الفيتو" الأمريكي في السابق يحول دون قيام الشركات التركية بإبرام العقود في سوريا فيما بات هذا الأمر اليوم متاحا وبشكل قانوني.

 

وشدد أمين على أن لعاب الشركات التركية يسيل تجاه العقود المنتظرة في قطاعات الاقتصاد التركي وهي ترى نفسها صاحبة الحق الأول في ذلك على اعتبار أن كل ما جرى من تحولات جذرية في البنية السياسية والاقتصادية للنظام السوري كان بتدبير تركي في حين أن موقع سوريا الجغرافي سيسمح بوصول البضائع التركية إلى الأردن ودول الخليج العربي وسيعود بمنافع جمة على الاقتصادين التركي والسوري في الوقت نفسه، وفقا لما أورده الموقع الإخباري سابق الذكر.

 

وأكد أمين أن الموضوع الأبرز والأكثر حساسية بالنسبة لتركيا يبقى موضوع معالجة ملف قوات سوريا الديمقراطية ضمن عملية دمجها ضمن قوات الجيش السوري في مسار يرتبط بآخر أكثر شمولية يتعلق بالتطورات الحاصلة بعملية السلام التي تتطور على نحو سريع بين تركيا و"حزب العمال الكردستاني" الذي أعلن عن حل نفسه كشرط للوصول إلى السلام المنشود.

 

ولفت أمين إلى أن خطر تنظيم "داعش" لا يزال يلوح في الأفق الأمر الذي يجعل كلا من أنقرة ودمشق ومعهما دول الإقليم معنيين بمواجهة هذا التهديد من خلال الوصول إلى ترتيبات أمنية تشمل تسليم سجون "داعش" والمخيمات التي يقطن فيها أهالي المقاتلين ومعسكرات الإعتقال إلى الحكومة السورية مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستريح الأتراك كثيرا لأنها ستضمن أن حدودهم ستكون تحت السيطرة وبقوة من جانب حكومة دمشق الحليفة وليس من جانب الأكراد.

 

وبحسب أمين، فإن زيارة الشرع إلى تركيا ستشكل علامة فارقة في العلاقة بين البلدين في ظل حالة التوافق الدولية على حكام دمشق الجدد وإفساح المجال أمامهم في تجربة الحكم برعاية دولية تعلم تركيا جيدا أن لها نصيبا كبيرا في إدارة هذه التجربة.


بدوره، الكاتب والباحث السياسي عبد الله الحمد، قال في مداخلة مع "سكاي نيوز عربية"، إن الزيارة تعكس تحولا في المقاربة الإقليمية تجاه دمشق، مضيفا أن "تركيا باتت شريكا سياسيا وأمنيا واقتصاديا في صياغة مرحلة ما بعد الأسد، وأن العلاقة مع واشنطن تمر اليوم عبر أنقرة".

 

ووفقا لـ الحمد، الاتفاق الأخير في مجال الطاقة، الذي يشمل ربط شبكات الكهرباء وتوريد الغاز، يُعد "مدخلا لبناء شراكة اقتصادية طويلة الأمد بين البلدين"، لكنه أشار إلى أن الاستثمار في سوريا أصبح مفتوحا الآن لجميع الدول بعد رفع العقوبات، وأن "السباق الآن على من يسبق في ملء الفراغ".

 

وفي ما يخص ملف الفصائل المسلحة، أكد الحمد أن دمشق اتخذت خطوات عملية بدمج الفصائل في وزارة الدفاع، وأمهلت البقية 10 أيام لتسليم سلاحها. لكن تباطؤ "قسد" في تنفيذ الاتفاق، ورفض بعض المكونات الكردية لبنود الإعلان الدستوري، ما يزال يهدد مسار التهدئة، خاصة في ظل الوجود العسكري التركي شمال سوريا.

 

وأكد الحمد أن "دمشق لا تريد الدخول في سيناريوهات فدرالية أو انقسامية، وأن الدولة السورية تعمل على إعادة توحيد السلطة ضمن مشروع وطني جامع، بدعم تركي وخليجي وأمريكي مشروط"، وفق تعبيره.


التعليقات

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025