كشف رجل الأعمال السوري، ابن خال رئيس النظام السابق، رامي مخلوف، عن فشل مفاوضات مع السلطات السورية الحالية عن طريقِ وسيط تركي لإجراء تسوية لأعماله وأملاكه في سوريا.
وكشف مخلوف أنه في البداية قبل بالتسوية رغم شروطها المجحفة، بشرط أن "تكونَ طوق النجاة لأهلنا في إقليم الساحل"، مشيرا إلى أن السلطات السورية الحالية طلبت 50% من قيمة أعماله بالإضافة إلى مبالغ مالية كبيرة لإيداعها فيما أسماه " صندوق الثورة" وليس خزينة الدولة.
استبدال المجموعات المسلحة في الساحل بمجموعات محلية وإعادة الموظفين إلى أعمالهم وإخراج الموقوفين من السجون
فشل التسوية
وبيّن مخلوف عبر صفحته على "فيسبوك" أن شروطه لإتمام التسوية والتي تتركز على سحب المجموعاتِ المسلحة من الساحل السوري واستبدالها بمجموعات محلية، وإعادة الموظفين إلى أعمالهم، وإخراج الموقوفين من السجون، وفتحِ فرص عمل جديدة، ونهضة اقتصادية ساحلية، وإعادة تفعيل العملِ الخيري والإنساني، اصطدمت بـ "برنامج المدعو خالد الأحمد، وصبيّه فادي صقر"، متهما إياهم بالسعي إلى "استلامِ الساحل، لنهب خيراته لصالحِ أسيادهم، وبثّ الفرقة والفتنة في صفوفِ الطائفة (الطائفة العلوية)، وإبقائِها ضعيفة، مشرذمة، فقيرة، ومحتاجة دوما لمعيل".
وكشف مخلوف أنه "بعدما رُفِض طلبُنا بشأن الساحل، أوقفنا المفاوضات، وبدأت التهديدات تردُ إلينا من كل صوب".
واتهم مخلوف، وزير الداخلية السوري الحالي، أنس الخطاب، مع الأجهزةِ الأمنية، بالإضافة إلى "المُشغّلِ التركي" بالوقوف وراء مجاز الساحل السوري من خلال إصدار الأوامر "إلى اللجانِ الشعبية بالتحرك، وإظهارِ كلّ ما لديهم من أعمالٍ عدائية إجرامية، لإرهاب أهلنا في الساحل"، مشيرا إلى أنه حذر السلطات الحالية، بإجراء "إحصاءات لعدد الشهداء والجرحى الذين سقطوا في المجزرةِ الأخيرة، والتي ما زالت دمشق تُنكر أعدادها الحقيقية، وتدّعي أنها مئات، والتي فعليا قارب عددها 15,000 شهيد و 20,000 جريح"، بحسب ما ذكره في بيانه.
واتهم مخلوف السلطات السورية الحالية، وللأسباب السابقة، بـ "فبركة (الاعترافات) بما يُسمى (مهندس البراميل المتفجرة)، والافتراء علينا بعلاقتنا به، مع العلم أن الجميع يعلم أن من كان يصنع المخدرات، هو نفسه من كان يصنع البراميل المتفجرة، ولا علاقة لنا بالأمر لا من قريب ولا من بعيد".
وانتقد مخلوف في بيانه تراخي السلطات السورية الحالية في محاسبة مرتكبي مجازر الساحل السوري، قائلا: "أليس من العار والخزي، يا وزارة الداخلية، أن تتركوا مرتكبي المجازر، الذين ذبحوا ونكّلوا وقتلوا الآلاف على الهواء مباشرة، وموثقين بالصوت والصورة، وتذهبون إلى فبركةِ الأكاذيب، وتدّعون أنكم حققتم إنجازا؟!".
كما حذر: "بعد رفضكم إعطاء إقليم الساحلِ إلى فتى الساحل، أقول لكم، وليسمعْني الجميع: إن شهرَ حزيران/يونيو، بإذن الله، سيكونُ فيه بداية التحولات، وستبدأُ فيه الخلافات والمناوشات بين الفصائل، إضافة إلى بعض المعارك هنا وهناك، وصولا إلى الشهر السابع أو بعده بعدّة أسابيع ستبدأُ الأحداث الكبرى، التي ستكونُ بدايتُها اختفاءَ شخصية كبيرةِ المكان، صغيرة المكانة، والتي ستكون سبب فتنةٍ وسبب اشتداد المعارك (والله أعلم). ليكون شهر تموز/يوليو أول الطريق لنهاية عصر السفياني، وبنفس الشهر، ستكون بداية عصرِ فتى الساحل، بإذن القوي الجبّار، ليس على الساحل فقط، بل على جميع أقاليم سوريا، بإذن الله"، بحسب تعبيره.
وأوضح أن "النظامَ اليومَ بتركيبتِه الحالية، والذي يحكمُ باسمِ الأكثرية، قد رأيناهُ كيف سيطرَ عليه التكفيريون، وعاثوا في الأرضِ فسادا. وتابع: "ليسمعْني العالمُ بأسرِه، وخصوصا دولُ الجوار، فلا بديلَ اليوم عن عودتِنا إلى الهيكليةِ السابقة، بعهدِ النظامِ القديم، والتي كان مهندسُها شخصيةً عظيمةً مثل حافظ الأسد، ولكن للأسف، جاءَ بعده شخصٌ خسيسٌ، وضيعٌ، مزيفٌ، هاربٌ، نجسَّ البلادَ، ودمّرَ العباد".
الجيش والقوات المسلحة بيد الأقليات وعلى رأسهم أكبر طائفة وأكثرها تضحية وهم العلويون
المفاجأة الكبرى
وفيما أسماه "المفاجأة الكبرى"، تنبأ مخلوف بـ "عودة المنظومةِ السابقةِ تحتَ رعايةِ شخصيةٍ نظيفةٍ، عادلةٍ، خيّرة، محبةٍ للوطن، خادمةٍ للبلادِ والعباد. وسيكونُ هذا الشخصُ عبدا خالصا لله، لا يتحرّك إلا بأمرِ الله، محبًّا للسلام، عابرا للطوائف، يعطي كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، بإذن الله".
وبحسب مخلوف، ستكون المنظومةُ على الشكلِ الآتي: "الجيشُ والقواتُ المسلحةُ بيدِ الأقليات، وعلى رأسِهم أكبرُ طائفةٍ وأكثرُها تضحية، وهم العلويون، مع مشاركةِ الآخرين. وتأتي الأكثريةُ المعتدلة (فلا مكانَ للمتطرفين التكفيريين هنا) ليأخذوا الاقتصادَ بالكامل، بالمشاركةِ مع الآخرين. ويكون هناك انتخاباتٌ حرةٌ نزيهةٌ عادلة، تعكسُ حقيقةَ الواقع، وتُعطي التمثيلَ الحقيقيَّ للمجتمع"، وفق تعبيره.
وختم مخلوف بيانه: "لن تعودَ سوريا، بكاملِ أقاليمِها، واحدةً قويةً متوازنة، إلا وفقَ هذا البرنامجِ الذي ذكرناه. وإنِّي أتحدّى أكبرَ المراكزِ العالمية أن تجدَ أفضلَ من هذا السيناريو، الذي سيتفقُ كلُّ دولِ العالمِ على تطبيقِه بحذافيرِه، بقوةِ الله… والأيامُ القادمةُ بيننا، بإذن الله".