هاشتاغ - خاص
تناول الكاتب السوري خطيب بدلة، في حوارٍ مع برنامج "إلى أين" على "هاشتاغ" عبر تقنية "سكايب"، أبرز التحديات التي تواجه سوريا في المرحلة الراهنة، مبدياً تحليله لواقع الإدارة السورية الجديدة، وقضايا الأمن، وحماية الأقليات، والإصلاح الدستوري، مُسلطاً الضوء على تعقيدات المشهد السياسي والدولي.
تحديات الحوكمة والإصلاحات الهيكلية
عند سؤاله عن تقييم أداء الإدارة السورية الجديدة، أجاب بدلة: "لا تعمل هذه الإدارة على إقامة دولة بالمعنى المتعارف عليه عالمياً. الدولة يجب أن تشارك فيها جميع المكونات، وتُدار بقوانين عادلة".
وانتقد الإعلان الدستوري الجديد، قائلاً: "اشتراط أن يكون دين رئيس الجمهورية الإسلام يناقض مبدأ تكافؤ الفرص، كما أن تركيز السلطات بيد شخص واحد يُعيد إنتاج الاستبداد".
واختتم حديثه داعياً إلى "خطابٍ يوحد السوريين، بعيداً عن الغوغائية. النظام الحالي هو من يملك مفاتيح الحل، وعليه تبني إصلاح حقيقي يشمل الجميع".
الأزمات الأمنية والانقسامات المجتمعية
تناول بدلة أحداث الساحل السوري قائلاً: "الأجندات الدولية تُفاقم الأزمة، خاصةً عند التركيز على إضعاف طرف لصالح آخر. رد الفعل يجب أن يكون ردّ فعل دولة، لا انتقاماً عشوائياً".
وأضاف متحدثاً عن المجازر: "ما حصل آنذاك كان مأساةً استهدفت فئات محددة، ولم يعد ممكنًا إخفاء هذه الجرائم مع انتشار الكاميرات ووثائق حقوق الإنسان".
وحذّر من خطاب الكراهية قائلاً: "بعض السوريين في الشتات يُروِّجون لخطابٍ طائفي يُسهّل تصفية الخصوم. يجب أن يكون دورنا إطفاء النار، لا إشعالها".
الاقتصاد والعدالة الانتقالية
أوضح بدلة أن "رفع العقوبات يتطلب إصلاحاً سياسياً أولاً. العقوبات الحالية تُضر بالشعب أكثر من النخبة الحاكمة".
وعن العدالة الانتقالية، أكد أن "المحاسبة يجب أن تشمل جميع المجرمين دون استثناء. محكمة مستقلة ونزيهة هي الحل، لكنني لا أرى أي خطوات جادة في هذا الاتجاه".
التدخلات الخارجية ومصير سوريا
تطرق بدلة إلى التدخلات الإقليمية والدولية: "الدور التركي والإيراني والإسرائيلي يُعقّد الأزمة. إسرائيل تعمل لمصالحها فقط، والخشية من تكرار أحداث الساحل في مناطق أخرى قائمة ما لم تُغيّر الحكومة نهجها".
وعن الدور الثقافي، عبّر عن أسفه قائلاً: "لا نرى أعمالًا أدبية تليق بضخامة المأساة السورية. ما كُتِب حتى الآن لا يعكس عمق المعاناة التي عشناها خلال 13 عاماً".
